هذا الأميركي يشتط هذا الشطط في التغني بتأثير الخمور في إنهاض الأمم من كبوتها، وهو من جلالة القدر على ما ظهر لنا من كتابه بحيث يستغرب بروز مثل هذه الآراء من مثله، وبنتام الإنجليزي
56
يقول في القرن الماضي: «النبيذ في الأقاليم الشمالية يجعل الرجل كالأبله، وفي الأقاليم الجنوبية يصيره كالمجنون؛ ففي الأولى يكتفى بالمعاقبة على السكر على أنه عمل سيئ، وفي الثانية يجب منعه بطرق أشد؛ لأنه شبيه بالتشرد، ولقد حرمت ديانة محمد جميع المشروبات المسكرة، وهذا من محاسنها.»
وقال القس إسحق طيلر الإنجليزي خلال كلامه على انتشار الإسلام في إفريقية: «إن الإسلام حيث سار تسير معه الفضائل؛ فالكرم والعفاف والنجدة من آثاره، والشجاعة والإقدام من جنوده وأنصاره.» وقال: إنه يأسف لانتشار السكر والفحش والقمار بين السكان بانتشار دعوة المبشرين بينهم، ثم صرح بأنه يختار إسلاما لا سكر فيه على نصرانية فيها سكر. وقال مونتيه: «الواجب على المسلمين أن يحتفظوا بما حظرته الشريعة عليهم من تناول المسكرات، فإن في هذا المنع قوتهم وتماسكهم.»
الربا
بقيت مسألة الربا الذي ادعى بعض الغيورين على مصلحة المسلمين أن امتناع المسلمين من تعاطيه كان فيه ضعفهم وفقرهم، والحقيقة أن المسلمين لما غالطوا أنفسهم في مسائل الربا، وتحيلوا لأخذه، ونسوا الآيات الصريحة الواردة في كتابهم بتحريمه، أصيبت ثرواتهم بالنقص، بل حالفتهم الفاقة والمذلة، والثروة بالعمل لا بالنقد وحده، وما النقد إلا أداة من أدوات التعامل وتنقل النقد في الأيدي، لا بجمود النقدين الذهب والفضة .
وأشد ما حاربه الإسلام ربا الأضعاف المضاعفة:
يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون ،
الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ،
57
ناپیژندل شوی مخ