اسلام او عربي تمدن

محمد کرد علی d. 1372 AH
176

اسلام او عربي تمدن

الإسلام والحضارة العربية

ژانرونه

واستولى على ما وراء النهر وخوارزم وخراسان وهرات وقندهار وملتان وأفنى أهلها، وقتل كل من كان فيها من كبير وصغير،

9

ثم خربها حتى ألحقها بالأرض، وتركها بلقعا ينعق الغراب في ربوعها، وأتى على ما تعب العرب بإيجاده ستة قرون في غزنة ونيسابور وشيراز وبخارا وسمرقند وغيرها من البلدان، وكانت من أعظم عواصم العلم وحواضر الإسلام، وبمن قام فيها من العلماء والفضلاء تمت آيات باهرة من الحضارة العربية ممزوجة بالحضارة الفارسية، فقضى المغول على كل ذلك حتى إن بعض المدن الكبرى هلك سكانها كلهم وخربت برمتها، وكم من خزائن

10

كتب أحرقت، ومن مدارس علم قوضت، ومن مراصد فلكية دمرت، وكان أهم سبب في فقدان أكثر ما ألفه علماء المسلمين وحكماؤهم من التصانيف ما أتاه جنكيز وأولاده وأحفاده، ثم جاء هولاكو المغولي فدك أعظم ركن للإسلام، وخرب مدينة دار السلام، وناهيك بها من فاجعة قضت على آخر معقل من معاقل الحضارة. وما أفاد تلك الأقطار استرجاع حكومات الإسلام لها فيما بعد، فإن جنكيز في أول القرن السابع، وهولاكو في منتصفه وتميور أواخر الثامن وأول التاسع، إلى غيرهم من أمراء المغول الأشرار كانوا إذا سلم بلد أو إقليم من عبث الأول جاء الثاني فأتم ما أغفل الأول، وإذا فرض أن نجا صقع من الثاني فالثالث يأتي عليه لا محالة، وعلى الجملة فإن المغول من الشرق والبربر من الغرب قضوا على المدنية الإسلامية.

11

استعداد المغول للحضارة

التتر والترك والتركمان أجيال كثيرة، يرجعون بأصولهم إلى الجنس المغولي، ومنهم بادية رحالة ومنهم حضر ينزلون القرى والمدن. وكان الترك من أول من دان بالإسلام من هذه الشعوب، وبقي المغول والتتر إلى القرون الأخيرة على أديانهم القديمة، ونزل السلجوقيون الأتراك بلاد فارس والعراق والروم وكرمان والشام، وكان ملكشاه وألب أرسلان من أول ملوكهم الذين كانوا على شيء من العدل وحسن التدين، وكان أكثر هؤلاء السلجوقيين

12

يحبون العلم والآداب، ولا سيما ملكشاه ومحمد وسنجر، ويعطفون على العلماء، وقد ارتقت البلاد الإسلامية في أيامهم ارتقاء محسوسا، وانتشرت العلوم والآداب ونبغ العلماء والأدباء، وهذب الإسلام من نفوسهم، وألقى الرحمة والشفقة في قلوب جيوشهم، فما ارتكبت ما ارتكبه جنكيز وهولاكو وقومهم وكان هؤلاء ما زالوا على وثنيتهم ووحشيتهم. يقول هوتسما:

ناپیژندل شوی مخ