اسلام او عربي تمدن

محمد کرد علی d. 1372 AH
153

اسلام او عربي تمدن

الإسلام والحضارة العربية

ژانرونه

18

وهو من أعظم مؤرخي إسبانيا أنه نفي من إسبانيا في مختلف العصور مليونان من اليهود، وثلاثة ملايين من العرب والعرب المتنصرين «الموريسك»، وبلغ من هلك من المتنصرة أو استرق منهم أثناء هذه الفاجعة زهاء مائة ألف. قال لبون: إذا قيست مذبحة سان بارتلمي بمثل هذه المجازر عدت مناوشة لا شأن لها، ولم يحدث من أشد الفاتحين توحشا وأقساهم قلبا، حادث مثل هذا نسب إليه ما نسب لهذه المذابح الثلاث، ومن سوء حظ إسبانيا أن هذه الثلاثة ملايين من الرعايا التي حرمتهم إسبانيا باختيارها كانوا يؤلفون الطبقة العالية في العلم والصنائع.

ومع أنه كان في معاهدة تسليم غرناطة

19

شروط كثيرة لحماية أنفس المسلمين وأموالهم وإطلاق الحرية الدينية لهم ليقوموا بشعائر دينهم على ما يحبون لم تنفذ هذه الشروط زمنا طويلا، وبدأ التنصير في غرناطة بتحريض الكردينال سيزمروس ورئيس الأساقفة فيها منذ سنة 1499، وأخذ هذا الكردينال يدعو المسلمين إلى انتحال النصرانية بالمواعظ والخطب، ثم حاول أن يرفع ما أمكن الكتب العربية في مختلف فروع العلوم الإسلامية فأمر بإحراقها فثار المسلمون في البيازين والبشرات والمرية وباجة وقادس ورندة، ورأت إسبانيا في سنة 1501 أن تخير المسلمين بين الهجرة أو التنصر، والظاهر أن هذا الأمر لم يطبق بحذافيره وظل المسلمون في الجبال في حالة أشبه بنصف استقلال أكثر من نصف قرن، ثم نصر جميع المسلمين في قشتالة وترك مسلمو أرجون ثم تنصر كثير من المسلمين في شنت مارية الشرق على الوادي الكبير في السنين الأولى من القرن السادس عشر. وفي سنة 1566 صدرت أوامر مجريط تحظر على من بقي من المسلمين في إسبانيا استعمال اللغة العربية وكان ضعف أمرها حتى بين المسلمين، وأمروا بأن يتركوا شعائرهم وينزعوا لباسهم ويبدلوا طراز معيشتهم، فثار المسلمون في غرناطة والبشرات ودامت الحرب سنين حتى صدر الأمر الأخير بطرد العرب سنة 1604، فرحل في سنتين عن إسبانيا نحو نصف مليون مسلم وطويت صحيفة الإسلام في شبه جزيرة الأندلس.

أما بلاد البرتقال، أو القسم المعروف بالأندلس أيضا من ديار البرتقال؛ فقد استولى عليها العرب عدة سنين وتخلوا عنها ثم عادوا إليها، ولما جلا العرب من لشبونة قبل جلائهم عن غرناطة بزمان طويل عاملهم البرتقاليون بمعاونة

20

قرصان من الفرنسيس والإنجليز والنورميين والألمان والبلجيكيين معاملة قاسية: قتلوا الأطفال والرجال، وسبوا الأعراض ودنسوا كل شيء وأحرقوا أقوات المدينة، فهلك نيف وعشرون ألف نسمة. ذكر ذلك المؤرخ البرتقالي هركولانو مستشهدا بمؤرخي البرتقال، ولما أراد الإفرنج القضاء على دولة الموحدين بالأندلس (605ه) نادى البابا بالحرب المقدسة فخفت جيوش النصرانية من إيطاليا وفرنسا وألمانيا واتحدت قواتها بإسبانيا وتم للإسبان ما أرادوا.

أباد الإسبانيون في الأندلس كل أثر للعرب، فخربوا بيوتهم بأيديهم، ومن أهم ما قضوا عليه كتب العرب؛ فقد أمر

21

ناپیژندل شوی مخ