7
فداء يوم بدر العباس؛ وذلك لأنه كان رجلا موسرا فافتدى نفسه بمائة أوقية من الذهب، وكان يعلى بن منية أكثر الناس غنى، وكان عبد الله بن أبي ربيعة والد عمر بن أبي ربيعة الشاعر غنيا، استقرض منه الرسول أربعين ألفا فجاءه مال فدفعه إليه، وقال: «بارك الله في أهلك ومالك، إنما جزاء السلف الأداء والحمد.» وكانت قريش
8
تلقب عبد الله هذا «العدل»؛ لأن قريشا كانت تكسو الكعبة في الجاهلية بأجمعها من أموالها سنة، ويكسوها هو من ماله سنة، فأرادوا بذلك أنه وحده عدل لهم جميعا في ذلك، وكان تاجرا موسرا ومتجره إلى اليمن. وأقرض حويطب بن عبد العزى النبي أربعين ألف درهم، وباع دارا من معاوية بخمسة وأربعين ألف دينار.
وكان عبد الرحمن بن عوف، أحد الثمانية الذين سبقوا الخلق إلى الإسلام، تاجرا كثير الأموال، وكان محظوظا
9
في التجارة، قيل: إنه دخل على أم سلمة فقال: يا أمة خفت أن يهلكني كثرة مالي، قالت: يا بني أنفق. باع مرة أرضا له بأربعين ألف دينار فتصدق بها كلها، وتصدق مرة بسبعمائة جمل بأحمالها قدمت من الشام، وأعتق ثلاثين ألف رقيق، وأوصى لأمهات المؤمنين بحديقة بيعت بأربعمائة ألف، وأوصى بخمسين ألف دينار في سبيل الله، وأوصى لمن بقي ممن شهد بدرا لكل رجل بأربعمائة دينار، وكانوا مائة فأخذوها، قالوا: وكان فيما ترك ذهب قد قطع بالفئوس حتى مجلت
10
أيدي الرجال منه، وكان على مربطه ألف فرس وله ألف بعير، وعشرة آلاف من الغنم، وترك أربع نسوة فأخرجت امرأة من ثمنها بثمانين ألفا، وتصدق على عهد الرسول بشطر من ماله أربعة آلاف ثم تصدق بأربعين ألفا، ثم تصدق بأربعين ألف ألف درهم، ثم حمل على خمسمائة راحلة في سبيل الله، وباع ضيعة له بخمسة عشر ألف درهم فقسمها في الأطباق،
11
ناپیژندل شوی مخ