اسلام په لسمه پېړۍ کې: اوسنی او راتلونکی
الإسلام في القرن العشرين: حاضره ومستقبله
ژانرونه
وفي آسيا دولتان قديمتان هما إيران وتركية، وكلتاهما في شقة الصدام بين الكتلتين يحميهما هذا الصدام أن تقعا في قبضة هذه أو تلك، ولكنها حماية مانعة وليست بالحماية العاملة، فلا بد من سند لها في بنية الأمة، ولا بد من قيام هذا السند من الإيمان والمعرفة.
ويقال اليوم: إن تركية تعود إلى الدين بعد ثورة مصطفى كمال على تقاليدها الدينية، ولكن تركية في الواقع لم تفارق الدين حتى يقال: إنها تعود إليه، وكل ما حدث إنما هو تغيير في مراسم الحكم لم يتغلغل قط إلى ضمير الأمة، وقد يكون الاعتدال بين ثورة مصطفى كمال وتقاليد الجامدين أصلح لتركية من أيام الخلافة المتداعية وأيام الثورة الكمالية الأولى.
أما الأمم العربية فقد وضع لها الغرب إسفينا في صميم بنيتها يوم أقيمت بينها دولة إسرائيل، ولن تؤمن العقبى ما بقي فيما بينها هذا الصدع الوبيل، وتتسلل منه المفاسد والمطامع إلى جوفها.
ولكن إسرائيل على قوة الدول التي تسندها لا تعيش ولا تتمكن في موضعها بين أمم تقاطعها وتبعد المسافة بين مواردها ومصادرها، وباب الأمل في هذا الجانب أن المصير لا يعدو حالة من حالتين: إما أن تسيطر إسرائيل على أمم العرب ونهضتها، وإما أن تنخذل دون هذا المطلب العصي فتنهار أو تقبع في أضيق حدودها، وأصعب هاتين الحالتين: سيطرة إسرائيل على أمم ناهضة تتقدم ولا تنكص على أعقابها.
والإسلام في القارة الأفريقية يشغل شواطئها على البحرين الأبيض والأحمر، وعلى المحيطين الأطلسي والهندي. فكل الشواطئ الأفريقية يقطنها مسلمون ما خلا الجانب الغربي إلى الجنوب، ويتخللها المسلمون في جوف الصحراء الكبرى كما يتخللونها في أواسطها من السودان إلى أعالي النيل.
وتنصب قوة الاستعمار كلها على القارة الأفريقية في الوقت الحاضر، فعلى الإسلام عبء كبير ينهض به في وجه هذا الاستعمار.
ومهما يكن من تفاوت القوى المتنازعة في هذه القارة فليس السؤال هنا: من يقدر على الغلبة؟ بل هو من يقدر على البقاء بعد طول الصراع؟
ونخال أن الجواب لا يقبل الخلاف، فلن يبقى المستعمرون ويزول أبناء البلاد، ولن يستطيع المستعمرون مهما عملوا أن يخرجوا أبناء البلاد عن أجناسهم وعقائدهم ليدمجوهم في غمارهم أفريقيين «مغتربين».
وقد تطول المسافة على الشعوب الأفريقية قبل بلوغ المرحلة التي تخرج الاستعمار، ولكن الاستعمار يحمل من جراثيم الفناء ما يعاون المنكوبين به على الخلاص منه، وليس اللازم أن يتساوى الأفريقيون والمستعمرون في العلم والثروة والحول والحيلة، وإنما اللازم أن يضيق المستعمرون بقهر الأفريقيين، وقد يضيقون بهم قبل أن يتساوى الفريقان في هذه الصفات بزمن طويل.
ومصر - في طليعة الأمم الأفريقية - تمضي قدما إلى هذه المرحلة، وتقترب منها حقبة بعد حقبة منذ أوائل القرن العشرين. فلم تمض من هذا القرن عشر سنوات متعاقبة دون أن تتدرج فيها من حالة إلى حالة أفضل منها، فخرجت من السيادة العثمانية، ثم خرجت من الحماية البريطانية، ثم تخلصت من حكم الملكية الرثة التي صار بها الزمن إلى أسوأ أطوارها في عهد فاروق ربيب الفساد، ابن أحمد فؤاد صنيعة الحماية، ابن إسماعيل رائد الخراب والاحتلال، وإذا اطردت مراحلها عشر سنوات بعد عشر سنوات على هذه الخطى فليس الرجاء في مرحلتها التي تقود فيها القارة الأفريقية ببعيد.
ناپیژندل شوی مخ