اسلام په لسمه پېړۍ کې: اوسنی او راتلونکی
الإسلام في القرن العشرين: حاضره ومستقبله
ژانرونه
ولن يجيء اليوم الذي تستريح فيه الأمم من أمثال هذه المشكلات أو تعيش في حقبة من الزمن بغير مشكلة كبيرة أو صغيرة.
إنما الخطر الأكبر أمة بغير إيمان وبغير معرفة، فإذا بقي للأمة إيمانها، ومعرفتها فكل ما أصابها بعد ذلك هين مأمون العاقبة بعد حين.
ولس الخطر كله من الأعداء، وليس الأمان كله من الأصدقاء أو الأبناء.
فقد يجيء الخطر على الإيمان من غلاة التجديد، وقد يجيء الخطر على المعرفة من غلاة الجمود، قد يتقابل هؤلاء وهؤلاء على قوة واحدة فيسري إلى الأمة شلل لا تنفع معه معرفة ولا إيمان.
ومن وجوه الرجاء، أو العزاء، بين المشكلات الجسام التي تستقبلها الأمم الإسلامية أنها لا تحمل العبء كله، ولا تنفرد بالعمل على دفعه أو تخفيفه؛ لأن سنن الحوادث أن تأتي بالنجدة كما تأتي بالعقبة، وأن العامل لا ييأس من مفاجآت الغيب، وإن كان لا يأمن الغدرات من تلك المفاجآت.
لقد كان على إندونيسيا شوط بعيد مع هولندا، وشبكة الاستعمار التي تمكن لها في مستعمراتها، ثم ابتليت هولندا باليابان فأخرجتها، ثم ابتليت اليابان بالهزيمة فخرجت مكرهة، وتركت سلاحها للثوار في سبيل الحرية، ثم اضطر المنتصرون من الأمريكيين والإنجليز إلى مداراة الشعوب الآسيوية، ونفس بعضهم على بعض أن تخلف هولندا على تلك الغنيمة الضخمة، فإذا بالاستقلال يسعى إلى أندونيسيا كما سعت إليه، ثم تبقى الكفاية لمشكلات الحكم والمعيشة، وهي لا تعضل قوما كأبناء تلك الأمة كادوا أن يستأثروا بالتجارة والملاحة في بحار الهند قبل زحف المستعمرين عليها.
وكان على الباكستان شوط بعيد مع الدولة البريطانية والكثرة البرهمية، ثم تغير الموقف في القارة الآسيوية بعد هزيمة اليابان، وبعد كساد التجارة البريطانية في المشرق، وبعد التزاحم الجديد بين الروسيين والأمريكيين على القارة في شرقها الأقصى، فإذا بالاستقلال يسعى إلى الباكستان كما سعت إليه، ثم تبقى مشكلة كشمير، وتبقى بإزائها صناعة في الهند تتوقف على الباكستان وصناعة في الباكتسان تتوقف على الهند، ومصلحة مشتركة تلجئ الجانبين إلى المصالحة، وخطر من جانب الصين الشيوعية يفتح الأعين هنا وهناك.
وثمة عامل جديد في سياسة الدول القوية، لم يكن له خطر قبل منتصف القرن العشرين، وذلك هو عامل العقيدة في المجتمع.
فلم تكن دولة من دول الاستعمار تبالي شيئا بعد غلبتها العسكرية والسياسية على بلد من البلاد المستضعفة، ولكنها اليوم تبالي ما يعتقده الشعب، وتعلم أن هذه العقيدة عامل هام في الترجيح بين المستعمرين من كتلة المشرق وكتلة المغرب، وقد تعودوا المبالاة بالإسلام، وما تحتويه عقيدته من المقاومة أو المسالمة للمذاهب الاجتماعية، فليست السطوة بقوة السياسة أو بقوة السلاح هي كل ما تباليه الدول الكبرى في منازعاتها، وقد يخافون من هذه السطوة أن تدفع بالمسلمين إلى جانب وتصرفهم عن جانب، فيبنون علاقاتهم بهم على هذا الأساس.
والفرق بين الكتلتين: أن الأمريكيين والإنجليز لا يستطيعون أن يجعلوا الأمة المسلمة أمريكية أو إنجليزية، أما الكتلة الشرقية فإذا جعلت أمة من الأمم شيوعية لم تكترث بعد ذلك بجنسها وعقيدتها؛ لأن الشيوعية تبطل الأوطان والأديان.
ناپیژندل شوی مخ