اشاعه د قیامت نخښې
الإشاعة لأشراط الساعة
خپرندوی
دار المنهاج للنشر والتوزيع
شمېره چاپونه
الثالثة
د چاپ کال
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
د خپرونکي ځای
جدة - المملكة العربية السعودية
ژانرونه
ثم الظاهر أن الجائي إليه بالوحي هو جبريل ﵇، بل هو الذي نقطع به ولا نتردد فيه؛ لأن ذلك وظيفته، وهو السفير بين الله وبين أنبيائه، لا يُعْرَفُ ذلك لغيره من الملائكة، وقد أخرج أبو حاتم في "تفسيره": أنه وُكّلَ جبريل ﵇ بالكتب والوحي إلى الأنبياء.
وأما ما اشتهر على ألسنة العامة أن جبريل ﵇ لا ينزل إلى الأرض بعد موت النبي ﷺ فلا أصل له، وقد ورد في غير ما حديث نزوله إلى الأرض؛ كحضور موت من يموت على طهارة، ونزوله ليلة القدر، ومنعه الدجال من دخول مكة والمدينة ... إلى غير ذلك.
ثم وقفت على سؤالٍ رفع إلى شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني: هل ينزل عيسى ﵇ في آخر الزمان حافظًا للقرآن العظيم، ولسنّة نبينا الكريم ﷺ، أو يتلقى الكتاب والسُّنّة عن علماء ذلك الزمان؟
فأجاب: لم يُنقل في ذلك شيءٌ صريح، والذي يليق بمقام عيسى ﵇ أنه يتلقى ذلك عن رسول الله ﷺ، فيحكم في أمته كما تلقاه عنه؛ لأنه في الحقيقة خليفة عنه".
انتهى ما أردنا نقله من كلام العلامة الشيخ علي القاري الحنفي عامله الله باللطف الخفي، وهو في غاية النفاسة.
ثم رد أيضًا قول القائل: إن المهدي يقلد الإمام أبا حنيفة ﵀، بالأدلة الشافية، لكنه قرر أنه مجتهدٌ مطلق، وهو يُخالف ما مر عن الشيخ محيي الدين في "الفتوحات" أن المهدي لا يعلم القياس ليحكم به، وإنما يعلمه ليجتنبه، فلا يحكم المهدي إلا بما يُلْقِي إليه المَلَكُ من عند الله الذي بعثه الله إليه يُسدده، وذلك هو الشرع الحنيفي المحمدي الذي لو كان نبينا محمد ﷺ حيًا، ورُفعت إليه تلك النازلة لم يحكم فيها إلا بحكم المهدي، فيعلم أن ذلك هو الشرع المحمدي، فيحرم عليه القياس مع وجود النصوص التي منحه الله إياها، ولذا قال ﷺ في صفته: "يقفو أثري لا يخطئ"، فعرفنا أنه مُتبع لا مُشرع. انتهى كلام "الفتوحات".
فعلى هذا: المهدي ليس بمجتهد؛ لأن المجتهد يحكم بالقياس، وهو يحرم
1 / 279