هذا هو(¬1) بيان أن هذا الكفر وإن أطلقه الشارع على فاعل هذه الكبائر، فإنه لا يخرج به العبد عن الإيمان، ويفارق به الملة، ويباح دمه وماله وأهله، كما ظنه من العلماء من لم يفرق بين الكفرين، ولم يميز بين الأمرين، وقد عقد البخاري في صحيحه في كتاب الإيمان بابا لكفر دون كفر، وذكر أحاديث دالة على ذلك فراجعه.
قال العلامة أبو بكر المعروف بابن القيم في كتابه في الصلاة: إن الحكم بغير ما أنزل الله، وترك الصلاة، من الكفر العملي، وتحقيقه أن الكفر كفر عمل، وكفر جحود.
أما كفر الجحود فهو: أن يكفر بما علم أن الرسول جاء به من عند الله، جحودا وعنادا، فهذا الكفر يضآد الايمان من كل وجه.
وأما كفر العمل فهو نوعان:
نوع يضآد الايمان، ويأتي بيانه.
ونوع لا يضآده كالحكم بغير ما أنزل الله، فإن الله سمى فاعله: كافرا، ومثله تارك الصلاة سماه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كافرا، كما سمعته قريبا، ولكن هذا كفر عمل لا كفر اعتقاد.
مخ ۱۴۲