189

ارشاد

الإرشاد إلى نجاة العباد للعنسي

ژانرونه

تصوف

وقد قال واصل بن عطاء:(قصم ظهري رجلان: عالم فاسق، وجاهل عابد، فهذا يدعو الناس إلى جهله بزهده ، وذلك ينفر الناس عن علمه بفسقه).

ولبعضهم:

إذا أنت لم ينفعك علمك لم تجد لعلمك مخلوقا من الناس يقبله

فإن صانك العلم الذي قد حملته أتاك بمن هو يجتنيه ويحمله

وبلى لما كثر الإقبال من علماء السوء على مخالطة الملوك والجبابرة، ونالوا معهم من الدنيا ما نالوا رأى ذلك رذالة من الناس ليس لهم همة في الدين، ولا خلاق عند رب العالمين، فأقبلوا على اقتناص العلم واصطياده ؛ طلبا للجاه عند ولاة الجور، لأن ينالوا من دنياهم ما قد كان أعجزهم نيله من دونه، وتصدروا حينئذ في المجالس، وتلبسوا أرذل الملابس، ونزعوا إلى المباهاة والمفاخرة والمجادلة، والمدابرة والمباراة والمماراة، والمحاسدة والمضاغنة، وغفلوا عن قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السفهاء، ولا لتخبروا به المجالس، فمن فعل ذلك فالنار النار، ولكن تعلموه لله والدار الآخرة)(1).

مخ ۱۹۳