Introduction to the Study of the Quran
المدخل لدراسة القرآن الكريم
خپرندوی
مكتبه السنة
د ایډیشن شمېره
الثانية
د چاپ کال
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٣ م
د خپرونکي ځای
القاهرة
ژانرونه
(١) يعني أن الشيطان وسوس له من التشكك في النبوة ما أوقعه في حيرة ودهشة، وشوش عليه أمره، وعظم عليه ما ليس عظيما في الواقع ونفس الأمر، إلا أن هذه الوسوسة لم تعد أن تكون خاطرا من الخواطر التي لا يؤاخذ عليها الإنسان، ونزغة شيطانية غير مستقرة لم تلبث أن زالت حين ضرب النبي في صدره فتبخر من قلبه ما حاك فيه من شك وتردد فانشرح صدره، وثبت قلبه على الحق واليقين، وإنما فاض عرقا استحياء من ربه لما تمثل له هذا الخاطر الذي لا يليق بمثله، ومثل هذه الخواطر والنزغات غير المستقرة لا تخل بإيمان أو عقيدة، بل هي أمارة من أمارات قوة الإيمان، وفي صحيح مسلم: أن الصحابة قالوا للنبي: وإنا لنجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: «أوجدتموه» قالوا: نعم، قال: «ذلك صريح الإيمان». (٢) المراد بالثالثة الأخيرة، وهي الرابعة فسماها الثالثة مجازا، بدليل الرواية السابقة، أو يكون أسقط من هذه الرواية بعض المرات فجاءت الرابعة في العد الثالثة، هكذا قال العلماء. والذي يظهر لي- والله أعلم- أنها قصتان متغايرتان، وأن جبريل مرة قال ذلك في المرة الثالثة، ومرة أخرى ذكر السبعة الأحرف في الرابعة، ولعل مما يدل على
1 / 169