انتشار خط عربي
انتشار الخط العربي: في العالم الشرقي والعالم الغربي
ژانرونه
إلى الملوك والأمراء، وأول من عمل على نشره بطريقة عامة هو الرسول
صلى الله عليه وسلم
فقد كان محبا لانتشار الكتابة وتعميمها بين الأمة العربية، يشهد بذلك ما فعله مع أسرى واقعة بدر، فقد قبل من الأميين الافتداء بالمال، وجعل فدية الكاتبين منهم أن يعلم كل واحد عشرة من صبية أهل المدينة، فكان ذلك أول مدرسة عرفت لتخريج الكتبة من المسلمين، وكان بمكة حين الرسالة عدد قليل ممن يخط، وبعد الهجرة ابتدأ الخط يشيع بالمدينة، وساعد على ذلك هذه الحادثة، وقد نهج أصحاب الرسول
صلى الله عليه وسلم
وخلفاؤه من بعده هذا المنهج، فكان أكثر النشء الذي نشأ في عهدهم يعرف الكتابة، فخرج منه كتاب الدواوين وكتاب الرسائل
2
وكتاب القرآن، أما الخلفاء أنفسهم وأكثر كبار الصحابة فقد كانوا كلهم يعرفون الكتابة، وقد كتبوا للرسول
صلى الله عليه وسلم ، هذا فضلا عن أن كثيرين من الصحابة تعلموها في الإسلام، فانتشر الخط بالتدريج، ومما ساعد أيضا على نشره عظيم شأنه إذ ذاك عند العرب فقد كانوا يسمون من يعرفه ويعرف الرمي والسباحة «بالكامل»،
3 ؛ فلذلك رغبوا فيه، وأخذوا يتسابقون إلى تعلمه، ومن المعلوم أنه لم يكتب شيء من الكتب في ذلك العهد إلا القرآن، فإنه لم تكد مصاحف عثمان بن عفان تصل إلى الأمصار حتى تلقفها النساخ، فأجادوا نقلها، وتنافسوا في كتابتها، حيث كثر سوادهم في الأمصار، واتخذ نساخ كل صقع طريقة لهم في الكتابة، وحينئذ أخذ الخط يترقى ويتفرع، شأن كل حي. (2-1) أصناف الأقلام العربية في الإسلام
بقي الخط العربي على حالته القديمة غير بالغ مبلغه من الإحكام والإتقان في زمن الرسول والخلفاء الراشدين؛ لاشتغال المسلمين بالحروب حتى زمن بني أمية، فابتدأ الخط يسمو ويرتقي، وكثر عدد المشتغلين به، وفي أواخر أيامهم تفرع الخط الكوفي، وكانت تكتب به المصاحف منذ أيام الراشدين إلى أربعة أقلام اشتقها بعضها من بعض كاتب اسمه قطبة المحرر كان أكتب أهل زمانه، ثم اشتهر بعده في أوائل الدولة العباسية رجلان من أهل الشام، انتهت إليهما الرئاسة في جودة الخط، وهما: الضحاك بن عجلان، كان في خلافة السفاح، فزاد على قطبة، وإسحاق بن حماد، وكان في خلافة المنصور والمهدي، فزاد بعد الضحاك، وزاد غيره حتى بلغ عدد الأقلام العربية إلى أوائل الدولة العباسية 12 قلما، كان لكل قلم عمل خاص وهي: (1) قلم الجليل: كان يكتب به في المحاريب، وعلى أبواب المساجد، وجدران القصور ونحوها، وهو ما يسميه العامة الآن بالخط الجلي. (2) قلم السجلات. (3) قلم الديباج. (4) قلم أسطومار الكبير. (5) قلم الثلثين. (6) قلم الزنبور. (7) قلم المفتح. (8) قلم الحرم: كان يكتب به إلى الأميرات من بيت الملك. (9) قلم المؤامرات: كان لاستشارة الأمراء ومناقشتهم. (10) قلم العهود: كان لكتابة العهود والبيعات. (11) قلم القصص. (12) قلم الخرفاج. ولما ازدان عصر العباسيين بأنوار العلوم والعرفان، وخصوصا في أيام المأمون، أخذت صناعة الخط تنمو وتنتشر وتتقدم كسائر العلوم التي ضرب فيها المسلمون بسهام نافذة؛ لاحتياجهم إليها، فتنافس الكتاب في أيامه في تجويد الخط، فحدث القلم المرصع، وقلم النساخ، وقلم الرياسي
ناپیژندل شوی مخ