مسألة [٧٤]
ومن ذلك قوله في باب الجزاء: (وسألته عن قوله: إن تأتني أنا كريم، فقال: /٩٩/ لا يكون هذا إلا أن يضطر شاعر، من قبل أن أنا كريم يكون كلاما مبتدأ، والفاء وإذا)، يعني التي للمفاجأة نحو ﴿إذا هم يقنطون﴾ (لا يكونان منقطعتين مما قبلهما).
قال محمد: وهذا نقض إجازته أيها تشأ لك، على نية الفاء، لأن، (لك) لا تكون مبتدأة.
قال أحمد: قد مضى من الجواب في هذه المسألة في باب (أي) ما أغنى عن الإعادة إذ كان كلامه مكررا.
مسألة [٧٥]
ومن ذلك قوله في باب ترجمته: هذا باب يذهب فيه الجزاء من الأسماء كما ذهب في إن وكان، قال: (فمن ذلك قوله: أتذكر "إذ" من يأتينا نأتين ولم تجز المجازاة، ورغم أن هذين الحرفين في امتناع الجزاء بمنزلة إن وكان.
قال محمد: وليس هذا كما ذكر، وذلك أن (إن) و(كان) يعملان في الابتداء، ولا سبيل أن يعملا في جواب الجزاء، إذ كان الجزاء عاملا فيه، فلا بد من أن يكون لها اسم حتى تكون هذه الجملة في موضع أخبارها، فتقول: كان زيد من يأته يكرمه ونظيره كان زيد أبوه منطلق، وكذلك إن، وليس، وما الحجازية وجميع العوامل، فأما التميمية فجائز أن تدخل على الجزاء ولا تغيرها عن حالها كما لم تغير الابتداء والخبر نحو قولك: ما زيد أخوك، وكذلك (إذ) تقول: أتذكر "إذ" من يأتنا نأته كما تقول: أتذكر إذ عبد الله صاحبك، فلا تغير، وكذلك أتذكر إذ يتكلم زيد في حاجتك.