فإن الله -عز وجل- له الفضل والمنة، أكرم هذه الأمة المحمدية بإسناد السنة، وأقام لها خداما وجعلهم بمعرفة متونها ورجالها حكاما، يقبل ما صححوه، ويهمل ما ضعفوه وطرحوه، ويؤخذ عمن حكموا بتوثيقه، ويسمع ممن أثبتوا سماعه بطريقه، لم يزالوا على ذلك سرا وجهرا من الصدر الأول وهلم جرا من ذلك ما حكم الشيخ مشايخنا الكبار أبي العباس أحمد بن الشحنة أبي طالب الحجار حكم جميع أئمة عصره من أهل هذا الشأن بسماعه لجميع صحيح البخاري كاملا بلا نقصان، من قال بضد ذلك لا يلتفت إليه، لكنه إذ قيل لا بد من التنبيه عليه كما نبه عليه حافظ الإسلام أبو الحجاج المزي وغيره من الإعلام حسبما إلي وصل ومن الثقات لدي حصل فوقفت على أوراق أسماء بعض من سمع صحيح البخاري على الشيخ العالم المقرئ سراج الدين أبي عبد الله الحسين بن المبارك بن محمد بن يحيى بن مسلم ابن الزبيدي الحنبلي البغدادي -أثابه الله تعالى- بالجامع المظفري بسفح جبل قاسيون وابتداء القراءة عليه كان في أواخر شوال سنة ثلاثين وستمائة، وآخرها عاشر ذي القعدة من السنة وذلك في اثنين وعشرين مجلسا هي بعينه في الأوراق المشار إليه مرموز لكل مجلس بحرف من حروف الجمل بالقلم الهندي إلى العشرة وبالعربي إلى آخر المجالس منهم من كمل له سماع جميع الصحيح ومنهم من له فوات ذكر في أوقات الفوات على حدة من أوراق السماع ذكروا مجلسا مجلسا فوجدت في الوجهة الأولى من الورقة السادسة من أوراق السماع بعد ذكر اثني عشر نفسا في الوجهة بخط كاتب أسماء السامعين ما صورته:
ومحمد (لا فوت) وأحمد (ق) وناصر أولاد أبي طالب الشحنة وكتب فوق ذلك علامات المجالس الاثنين وعشرين مجلسا التي قرئ فيها جميع الصحيح.
وذكر بعد ذلك إبراهيم ابن الشيخ عبد الله بن يونس الأرموي وعلم فوقه علامة سماعه رابع مجلس لم يعلم له غيره.
ثم كتب بعد إبراهيم قال: وخلف (لا فوت) بن أبي طالب بن نعمة الشحنة وكتب فوق لا فوت وعلم له فوق ذلك سماع أربعة مجالس الأول والثاني والرابع والخامس ثم وجدت في أول أوراق الفوات ما صورته:
فوات المجلس الأول وكتب فوقه أعيد إلى ((باب الصلاة من الإيمان)) وإلى ((باب من استبرأ لدينه)).
مخ ۴۰۴