58

Intercession in the Prophetic Traditions

الشفاعة في الحديث النبوي

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

د خپرونکي ځای

بيروت - لبنان

ژانرونه

ولقد اسلفنا القول أن شفاعات النبي ﷺ متنوعة (١) وهي على قسمين:- قسم خاص به ﷺ لا يشركه فيه احد، وقسم ثانٍ يشاركه فيه غيره، فاما شفاعات القسم الأول فهي:- شفاعته العظمى لجميع الخلائق، وشفاعتة في ادخال سبعين الفًا من امته بغير حساب، وشفاعته في التخفيف عن بعض اهل النار (٢). وأما شفاعات القسم الثاني فهي:- شفاعته في زيادة الدرجات في الجنة، شفاعته في قوم من المؤمنين استوجبوا النار أن لا يدخلوها وشفاعته فيمن تساوت حسناته وسيئاته (٣). وينبغي لنا قبل الشروع في شرح هذه الشفاعات أن نفصل القول في قضية ذات بالٍ وهي قضية المقام المحمود - فماذا يعني المقام المحمود؟! النوع الأول: شفاعة المقام المحمود:- لقد وعد الله تعالى نبيه محمدًا ﷺ المقام المحمود بقوله "عسى أن يبعثك ربك مقامًا محمودًا (٤) " وثبت المقام في صحيح السنة النبوية فقد صح عن جابر ﵁ عن النبي ﷺ انه قال "من قال حين يسمع النداء "اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة (٥) ". وغيرها من الاثار الاخرى (٦). وقد اختلف اهل العلم في معنى المقام المحمود وذهبوا فيه إلى مذاهب عدة اهمها: ١ - المقام المحمود: هو الشفاعة:- هذا مذهب جمهور اهل العلم وهو ثابت بالسنة النبوية الصحيحة منها ما اخرجه البخاري وغيره من حديث إبن عمر ﵄ مرفوعًا:

(١) انظر التذكرة، القرطبي ١/ ٢٨٥، وشرح الطحاوية، إبن أبي العز تحقيق الارنؤوط ١/ ٢٨٢ وفتح الباري ١١/ ٥٢٣، والعقيدة الاسلامية، عبد الرحمن الميداني ص ٦٦٣. (٢) انظر مصدر سابق. (٣) انظر ص٦٧ من الكتاب هذا. (٤) الاسراء /٧٩. (٥) انظر تخريجه برقم (٦٩). (٦) انظر الاحاديث برقم (٣٧ - ٣٩) والدر المنثور في التفسير بالمأثور، السيوطي ٥/ ٣٢٥و ٣٢٦.

1 / 63