Intercession in the Prophetic Traditions
الشفاعة في الحديث النبوي
خپرندوی
دار الكتب العلمية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
د خپرونکي ځای
بيروت - لبنان
ژانرونه
ومنها ما يرد، ولكن هناك دعوة واحدة يعطيها رب العزة ﷻ لنبييه اكرامًا له، ويحق له استخدامها انى شاء، واستجابتها حتمية.
فأن أرادها في الدنيا أو الاخرة يعطيها، ويعضد هذا ما جاء عن أبي هريرة ﵁ عند البخاري مرفوعًا: «لكل نبي دعوة مستجابة ...» (١)، أي دعوة واحدة محققة الاجابة وما عداها فهو متروك للمشيئة الالهية، هذا ما ذهب اليه الامام النووي وإبن حجر، يقول النووي: «أن لكل نبي دعوة متيقنة الاجابة وهو على يقين من اجابتها اما باقي دعواته فهم على طمع من اجابتها وبعضها يجاب وبعضها لا يجاب» (٢).
والمراد بالامة هنا امة الاجابة لا امة الدعوة وسنبينه في موضوع المطرودين من امة محمد ﷺ (٣) وقد جاء في حيث عوف بن مالك ﵁ مرفوعًا «إنه أتاني من ربي آتٍ فخيرني بان يدخل نصف امتي الجنة وبين الشفاعة واني اخترت الشفاعة» (٤) وقد اختلف في هذا الآتي من هو؟
فذهب المباركفوري إلى انه ملك أخر غير جبريل (٥). وهذه دعوى تحتاج إلى دليل؟! بل على العكس فان الملك ما دام لم يعرف فان الأمر ينصرف إلى جبريل ﵇ لأنه أقرب الملائكة إلى النبي ﷺ وكذا فانه لم يرد نص صحيح يخبر بتلقي النبي ﷺ الوحي سوى من جبريل ﵇ والأمرهنا كذلك وحيُ.
ويشهد لهذا الرأي حديث أبي ذر ﵁ «أتاني جبريل فبشرني أنه من مات من أمتك ...» (٦) الحديث.
فإدخار النبي ﷺ دعوته لأمته لا على امته ... أدخر دعوته لأمته وكان بمقدوره أن يدعو لنفسه دعوة دنيوية أو آخروية. فيا للهِ ما هذه الرأفة وهذه الشفقة. (٧)
(١) اخرجه البخاري (٦٣٥) وانظر تخريجه برقم (٢). (٢) شرح مسلم ٣/ ٧٥، وانظر فتح الباري إبن حجر ١١/ ١١٦. (٣) انظر تحفة الاحوذي، المباركفوري ٧/ ١٣٢، وانظر ص١٠٤ من هذا البحث. (٤) انظر تخريجه برقم (١٥). (٥) انظر تحفة الاحوذي ٧/ ١٣٢. (٦) انظر تخريجه برقم (١٠٦). (٧) انظر شرح مسلم ٣/ ٧٥، وفتح الباري١١/ ١١٦ وتحفة الاحوذي ٧/ ١٣٢.
1 / 62