Intercession in the Prophetic Traditions
الشفاعة في الحديث النبوي
خپرندوی
دار الكتب العلمية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
د خپرونکي ځای
بيروت - لبنان
ژانرونه
المبحث السابع
مواضع الشفاعة
الشفاعة مظهر من مظاهر الرحمة الالهية، ولما كانت كذلك فالرحمة لا تختص بمكان واحد ولا زمان واحد ولا شخص واحد والادلة على ذلك موفورة، والمواضع التي تحل الشفاعة بها هي ستة:
الموضع الأول:-
عند الموت: واعني بالموت موت المشفوع له، وتكون الشفاعة هنا بشكل الدعاء الغيبي - وهي على قسمين:
القسم الاول: الشفاعة عند الاحتضار:-
والاحتضار هو احتضار الروح للانتقال من الحياة الدنيا إلى حياة البرزخ وهذه الشفاعة هي اول أنواع الشفاعات الاخروية فقد صح من حديث أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ «لقنوا موتاكم لا اله الا الله فانه من كان اخر كلامه لا اله الا الله عند الموت دخل الجنة يومًا من الدهر وان اصحابه قبل ذلك من اصحابه» (١). فهذه الشفاعة التي تحل على المسلم -شفاعة كلمة التوحيد- يكون نفعها في اخراجه من النار مهما عذب، هذا فضلًا على انها قد تشفع لصاحبها فتنفذه من النار اصلًا، «أن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء (٢».
القسم الثاني: الشفاعة لمن مات ولم يدفن بعد:-
وهي عند الصلاة عليه، فالمسلم الذي يصلي عليه امة من الناس، هذه الامة مسلمة وهي مؤهلة لان تشفع، وقصدوا شفاعتهم للميت، فإن الله تعالى يشفعهم فيه، فقد جاء من حديث انس بن مالك ﵁ مرفوعًا: «ما من ميت يصلي عليه امة من المسلمين يبلغون أن يكونوا مائة فيشفعوا له الا شفعوا» (٣)، ولعل الصلاة تكون على الميت وهو في
(١) اخرجه ابن حبان (٣٠٠٤). (٢) النساء/٤٨، وانظر فصل شفاعة كلمة التوحيد ص٨٨ من هذا البحث. (٣) انظر تخريجه برقم (٨١).
1 / 52