الانصاف في الانتصاف لأهل الحقق من أهل الاسراف
الانصاف في الانتصاف لأهل الحقق من أهل الاسراف
ژانرونه
وروي عنها بلفظ آخر: "قالت: يزعمون أن رسول الله أوصى إلى علي، متى كان ذلك؟! وهو ما قبض إلا بين نحري وسحري"(1) .
قلت: وكل ذلك دليل على أن الصدر الأول بين قائلين: قائل يقول بثبوت الوصية لعلي ليل وقائل بانتفائها مطلقا، وهم القائلون بامامة أبي بكر. وهذا من أدل دليل وأظهر برهان على أنهم لم يثبتواله الامامة إلا بالاختيار و البيعة لا غيرا لأنهم لو أثبتوها من جهة النص والوصية لادعواذلك له، ولذكروه في ذلك الوقت الذي هم الحكام فيه، والأمر والنهي إليهم، بحيث لا عذر لهم في ترك ادعاء ذلك لو يكن حقا صحيحا.
فلما لم يدع أحد من أهل الصدر الأول شيئا من ذلك في حق أبي بكر، بل انما اشتغل بنفي ذلك على الاطلاق، وتكذيب من يذعي ذلك في علي ل علمنا وكل عاقل حدوث ذلك ممن ادعاه بعد انقراض الصدر الأول.
الم تر إلى قول عائشة : "يزعمون"!!
ثم قل أيها العاقل: من تراها تعني بقولها: "يزعمون"؟ والله، ما تعني بذلك الاشيعة علي ميلا الذين ادعوا ذلك له وعليه!
ولم يزل ذكر النص والوصية شائعا في الصدر الأول، ونظم فيه الأشعار، ورويت فيه الأبيات، واتصل بالتابعين منهم وعنهم، ثم تابعي التابعين،اتصل بنا.
ولما رأى القائلون بإمامة أبي بكر شياع ذلك وظهور حجة الشيعة في ذلك، وكثرة احتجاج الشيعة به، تفطنوا وتحققوا وعلموا صحة احتجاج الشيعة
مخ ۲۰۸