يشدخه تحت قدميه، أصل الشدخ الكسر، يقال شدخ الشيء إذا كسره، وأراد به ها هنا أنَّه بطل تلك الدِّماء ولم يجعل لها حظًّا، ولذلك قال تحت قدميه. (وقوله): فكانت إليه الحجابة والسِّقاية والرِّفادة والنَّدوة واللِّواء. فالحجابة حجابة البيت، وهو أن تكون مفاتيح البيت عنده، فلا يدخله أحدٌ إلا بإذنه، والسِّقاية يعني سقاية زمزم وكانوا يصنعون بها شرابًا في الموسم للحاجِّ الَّذي يوافي مكَّة، ويمزجونه تارة بالعسل وتارة بلبن وتارة بنبذٍ يتطوَّعون بذلك من عند أنفسهم. والرِّفادة طعام كانت قريش تجمعه كلَّ عام لأهل الموسم، ويقولون هم أضياف الله تعالى. واالنَّدوة الاجتماع للمشورة والرأي وكانت الدار التي اتَّخذها قصيُّ لذلك، يقال لها دار النَّدوة. واللواء يعني في الحرب لأنَّه كان لا يحمله عندهم إلا قوم مخصوصون.
تفسير غريب قصيدة رزاح في إجابته قصيًّا
(قوله): ونكمي النَّهار لئلاَّ نزولًا، فنكمي أي نستتر، كما يقال: كمى يكمي إذا استتر، وقال بعضهم ومنه سمِّي الكميُّ وه الشُّجاع، لأنَّه يكمي شجاعته حتى يظهرها في الحرب. (وقوله):
1 / 42