كتاب الإملاء المختصر في شرح غريب السير
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه قال الشيخ الفقيه القاضي العلامة المتفرد المحدث اللغوي النحوي المتفنن أبو ذر ابن الشيخ الإمام العلامة المرحوم أبي بكر محمد بن مسعود الخشني ﵃: الحمد لله باعث الرسل، وناهج السبل، الذي هدانا للإسلام، وشرفنا بملة نبيه محمد ﵇، تخيره من أكرم نسب، وجعله سيد العجم والعرب، ثم بعثه بآياته الطاهرة، وأيده بمعجزاته الباهرة، وأمره بجهاد من صد عن سبيله، ولم يجب داعي الله ورسوله، فجاهد في الله حق جهاده، حتى ظهر دين الحق الذي ارتضاه لعباده، ثم توفاه وقد أكمل له الدين، وختم به النبيين، فصلوات الله عليه وعليهم أجمعين.
وبعد فهذا إملاء أمليته من حفظي بلفظي على كتاب سيرة رسول الله ﷺ، التي تقدم محمد بن إسحق إلى جمعها وتلخيصها وعني عبد الملك بن هشام بعده بتهذيبها وتخليصها، أو أن سمع هذا الكتاب مني، وقيدت رواياته بطرقها عني، قصدت فيه شرح ما استبهم من غريبه ومعانيه،
1 / 1
وإيضاح ما التبس تفسيره على حامله وراويه، مع اختصار لا يخل وإيجاز يتم به البيان ويستقل لم يقصد فيه قصد التأليف فتمد أطنابه، ولا ينحى به نحو التصنيف فتمهد فصوله وأبوابه، وإنما هي عجالة الخاطر وغنية الناظر، ثم عرض علي هذا الإملاء بعد كماله فتصفحته، ورغب في حمله عني فبعد لأي ما أذنت في ذلك وأبحته، والله سبحانه ينفعنا بما قصدنا، ويجزل ثوابنا على ما ابتغيناه فيه وتوخيناه، فمنه العدل والإحسان، وعليه الاعتماد والتكلان، لا رب غيره، ولا خير إلا خيره.
قال الشيخ الفقيه أبو ذر رضى الله عنه
روى لنا سيرة رسول الله ﷺ عن عبد الملك بن هشام عن زياد بن عبد الله عن محمد بن إسحق، فأما محمد بن إسحق فهو أبو بكر محمد بن إسحق بن يسار مولى قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف، ولذلك يقال في نسبه المطلبي وهو من كبار المحدثين في المغازي والسير وكان الزهري يثني عليه بذلك ويفضله على غيره وهو مدني توفي ببغداد سنة إحدى وخمسين ومائة.
وأما زياد بن عبد الله فهو أبو محمد زياد بن عبد الله بن الطفيل البكائي الكوفي، نسب إلى البكاء
1 / 2
بن عمرو بن ربيعة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوزان، وهو من أصحاب الحديث، أخرج له البخاري ومسلم، وأما ابن هشام فهو أبو محمد عبد الملك بن هشام المعافري البصري نزيل مصر، وكان من أهل المعرفة باللغة والغريب والتاريخ والنساب ومات بمصر سنة ثلاث عشر ومائتين.
تفسير ما في نسب رسول الله ﷺ من غريب
(قوله): إلى معد بن عدنان، وما بعد ذلك فهي أسماء أعجمية منها ما يوافق العربي في الاشتقاق والتصريف ومنها ما يخالفه، والنسابون يختلفون فيما فوق عدنان اختلافًا كثيرًا، قال ابن هشام، واسم عبد مناف المغيرة مناف اسم صنم أضيف عبد إليه كما يقولون عبد يغوث وعبد العزى وعبد اللات، وقصي يقال اسمه زيد، ويقال اسمه مجمع، ولؤي تصغير لآي وهو الثور الوحشي، وقد يكون تصغير لأي وهو البطء والمشهور فيه الهمز، والفهر حجر على مقدار ملء الكف، يذكر ويؤنث، والنضر الذهب الأحمر، وإلياس مختلف فيه، فمنهم من يقول فيه اليأس موافق للذي هو خلاف الرجاء، وهو مصدر يئس ويستدل على ذلك بقول رؤبة بن
1 / 3
العجاج: أمهتي خندف واليأس أبي: وبقول ابن هرمة: أصيب بداء يأس فهو مودي، أي هالك وبعضهم يقول فيه: إلياس بكسر الهمزة، ومضر الأبيض، مشتق من اللبن الماضر وهو الحامض، ونزار من النزارة وهي القلة، ومعد من تمعدد إذا اشتد، ويقال متعدد أيضًا أي أبعد في الذهاب، وعدنان مأخوذ من عدن في المكان إذا أقام فيه، ومنه جنات عدن أي جنات إقامة وخلود، وقوله في ولد إسماعيل، وطيماء كذا وقع هنا بالطاء المهملة مكسورة ومفتوحة، وقيده الدارقطني، وظمياء بالظاء المعجمة ممدودًا وتقديم الميم.
(وقوله): وأمهم بنت مضاض اسمها السيدة في ما ذكر الدارقطني ﵀، ويقال مضاض بكسر الميم أيضًا، (وقوله): مولى عفرة بنت بلال مولى أبي بكر الصديق ﵁، (وقوله): أهل المدرة السوداء، المدرة هنا (١٠٨) والبلدة والسحم السود واحدهم أسحم وسحماء، والجعاد هم الذين في شعرهم تكسير (وقوله): تسرر فيهم، يقال تسرر الرجل وتسرى إذا اتخذ أمة لفراشه (وقوله): بسد مأرب: مأرب قصر كان بناه بعض الملوك بذلك الموضع وكان به ماء، ويقال فيه مأرب ومارب مهموز وغير مهموز
1 / 4
وهو الصحيح فيه، ومن قال مآرب فكأنه جمع المكان مع ما حوله، (وقوله): ابن الأزد بن الغوث قال الخشني، يقال الأزد والأسد والأصل في الأزد ابن الغوث، (وقوله): ويقال عدنان بن الريث قال الدارقطني: الريث بن عدنان وابنه عك بن الريث بالثاء المعجمة بثلاث، (وقوله) في هذا النسب: منهم عك بن عدنان بن عبد الله بن الأزد بن الغوث قال أبو علي الغساني صوابه عدنان بن عبد الله، (وقوله): لأنه أول من سبى في العرب بن يعرب بن يشجب، قال الشيخ أبو ذر رضى الله عنه: الصواب تقديم يشجب على يعرب، وقد ذكره ابن هشام بعد هذا، (وقوله): ابن بن أسلم بن الحاف بن قضاعة، كذا وقع أسلم هنا بضم اللام وفتحها، وأسلم بضم اللام وهو الصواب، وكذلك قيده الدارقطني ﵀. (وقوله): ابن الحاف بن قضاعة، إلحاف منهم من يكسر همزته ويقطعها، كأنه سمي بمصدر ألحف في المسألة، إذا بالغ فيها، ومنه قوله تعالى: لا يسألون الناس إلحافًا، ومنهم من يجعل الألف واللام فيه للتعريف، بمنزلة اسم الفاعل من حفي يحفى، وقول عمرو بن مرة
1 / 5
في رجزه، نحن بنو الشيخ الهجان الأزهر: الهجان الكريم، وأصل الهجان الأبيض من الإبل، وهو أكرمها، فأما الهجين فهو ذم، وقال بعض البلغاء: ناهيك من زمان لا يفرق فيه بين هجين وهجان، والأزهر المشهور، وأول هذا الرجز:
يا أيَّها الدَّاعي أدعنا وأبشر ... وكنْ قضاعيًا ولا تنزَّر
وبعده: نحن بنو الشيخ الأبيات، و(قوله): فسلحه إياه: أي قلده إياه وجعله سلاحًا له، تقول: سلحت الرجل إذا كسوته السلاح، و(قوله): كان من أشلاء قنص بن معد، قال ابن اسحق الأشلاء البقايا من كل شيء واحدها شلو، والجرذ الذكر من الفيران، و(قوله): فكانت حربهم سجالًا، السجال أن يغلب هؤلاء مرة وهؤلاء وأصله من المساجلة في الاستقاء، وهو أن يخرج المستقي من الماء مثل ما يخرج صاحبه، و(قوله): ونزلت خزاعة مرًا، هو موضع وهو الذي يقال له مر الظهران.
تفسير غريب أبيات الأعشى
(قوله): وفي ذاك للمؤتسي أسوة: يعني المقتدي، والإسوة والأسوة الاقتداء، مأرب موضع وقد تقدم،
1 / 6
وعفى غير ودرس، ومن روى نفى فمعناه نحى، والعرم السد وقد تقدم، ومواره تلاطم مائه وتموجه، وكذلك هو بفتح الميم في المعنى، و(قوله): لم يرم: أي لم يبرح ولم يزل و(قوله): فصاروا أيادي أي متفرقين، والشرب بضم الشين المصدر وبكسر الشين الحظ والنصيب من الماء، وفطم قطع عنه الرضاع، (قوله): وفظع بها: يقال فظع بالأمر إذا اشتد عليه وأفظعه الأمر أيضًا، ووقه في الرواية فظع بضم الفاء وفتحها، قال الشيخ الفقيه أبو ذر رضى الله عنه: والصواب فظع بفتحها علة وزن علم، والعائف هنا الذي يزجر الطير و(قوله): فليبعث إلى سطيح وشق، يقال: إنما سمي سطيح سطيحًا لأنه كان كالبضعة الملقاة على الأرض فكأنه سطح عليها، و(قوله): في نسب سطيح ابن أفرك، قال أبو عبيد هو أفرك بن يزيد بن قيس، وقال ابن حبيب أفرك اسمه غانم بن قصي بن يزيد بن قسر، وسمي شق شقًا لأنه كان إنسان أي كنصف إنسان، وقول سطيح في تفسير رؤيا الملك ربيعة بن نصر، رأيت حممة، الحممة واحدة الحمم وهو الفحم، وإنما أراد فحمة فيها نار ولذلك قال: فإكلت منها كل ذات
1 / 7
جمجمة، و(قوله): من ظلمة، يعني من جهة البحر، و(قوله): فرقعت بأرض تهمة، التهمة الواسعة المتطامنة ولذلك قيل لما انخفض من ارض الحجاز تهامة، والجمجمة الرأس، وأبين بلد باليمن، يقال بفتح الهمزة وكسرها، وجرش بلد أيضًا، وعدن اسم بلد، والغسق الظلمة، والفلق الصبح، واتسق تتابع وتوالى، و(قوله): شق وقعت بين روضة وأكمة، الأكمة الكدية، (وقوله): كل ذات نسمة النسمة النفس ويروى كل ذات نسمة بالرفع هنا وفي الأول، والصواب النصب لأن الجمجمة هنا الآكلة وليست المأكولة، ولذلك فسرها بالحبشة الذين غلبوا على اليمن و(قوله): بين الحرتين الحرة أرض فيه حجارة سود، و(قوله): على كل طفلة البنان، الطفلة الناعمة الرخصة، والبنان أطراف الأصابع، وقد يعبر بها عن الصابع كلها، ونجران بلد و(قوله): ليس بدني ولا مدن الدني معلوم وأراد لا مدن فسكنه للسجع، والمدني هو المقصر في الأمور، قاله كراع، و(قوله): ما فيه أمض الأمضر الشك بلغة حمير، وقيل أمض باطل و(قوله): ابن عمرو وذي الأذعار، قيل له ذو الأذعار، لأنه غزا بلاد النسناس
1 / 8
فقتلهم وأسر أسارى ودخل بهم اليمن فذعر بهم الناس، و(قوله): ابن أبرهة ذي المنار، قيل له: ذو المنالا، لأنه غزا غزوًا بعيدًا وكان يبني على طريقه المنار ليستدل به إذا رجع، و(قوله): كهف الظلم، يعني أن الظلم كان يلجأ إليه ويعتمد عليه فينصره، و(قوله): في الشعر: أن يسد خيره خبله، الخبل الفساد و(قوله): وجده في عذق له، العذق بفتح العين النخلة وبكسرها الكساسة، وهي عنقود النخلة ويجده يقطعه، وأبره أي القحة، والحنق شدة الغيظ، ويقرونه بالليل، أي لأنه كان نازلًا بهم.
تفسير غريب أبيات خالد بن عبد العزى
(قوله): إنها حرب رباعية، أراد أنها حرب فتية، فأستعار لها سن الرباعية، كما قال: الحرب أول ما تكون فتية تسعى بمسيرتها لكل جهول و(قوله): غدوًا مع الزهرة، هو من الغدو، ومن رواه عدوًا بالعين المهملة فهو من عدا يعدو إذا أسرع، والزهرة الكوكب المعلوم، وفيلق كتيبة شديدة، وسبغ كاملة ومن قال تبع فهو أبو كرب، وهو
1 / 9
أحد التبابعة، وهم ملوك اليمن، وأبدنها: جمع بدن، وهي الدرع هنا، و(قوله) ذفرة: أي لها رائحة من صدأ الحديد، وتؤم تقصد والترة طلب الثأر، مسايفة قوم يتقاتلون بالسيوف، ومن رواه مسايفة بفتح الفاء فمعناه مقاتلة يعني المصدر، ومدها كثرتها، والغبية المطرة والنثرة المتفرقة المطر، و(قوله): على الإله قومه، أي متعهم به وسامى الملوك، أي ساواهم في الرفعة، ومن رواه سام، فمعناه كلف، أي كلفهم أن يكونوا مثل القبيل، قالوا والأسباط في ولد يعقوب مثل القبائل في ولد إسماعيل وأولى لهم، كلمة بمعنى التهديد والوعيد، وهي اسم سمي به الفعل، ومعناها قربت من الهلكة، وسرمد دائم، و(قوله): بين عسفان وأمج: هما موضعان و(قوله): على بيت مال دائر إي قديم، والزبرجد يقال هو الزمرد، و(قوله): فكساه الخصف، الخصف حصر تنسج من خوص النخل، وقيل هي ثياب غلاظ، والمعافر قياب كانت تعملها معافر وهي قبيلة من اليمن، والملاء: جمع ملاءة:
1 / 10
وهي الملحفة، والوصائل ثياب مخططة من اليمن يوصل بعضها إلى بعض والمثلاة خرقة الحائض.
تفسير غريب أبيات سبيعة بنت الأحب
(قولها): فوجدت ظالمها يبور، أي يهلك، ومنه قوله تعالى: (يوجد آيه)، والعصم الوعول لأنها تعتصم بالحبال، وثبير جبل بمكة و(قوله): فكسا بنيتها الحبير يعني الكعبة، والحبير ضرب من ثياب اليمن موشى، والمهارى الإبل العرب النجيبة، والرحيض شراب يعمل من خبز الشعير، وأصل الرحيض المغسول تقول: رحضت الثوب إذا غسلته، و(قولها): في الأعاجم والخزير، الخزير أمة من العجم، ويقال لهم الخزر أيضًا، ومن رواه الجزير بالجيم فيحتمل أن يكون جمع جزيرة يريد جزيرة ببلاد العرب، (وقولها): فذمرهم، معناه حضهم وشجعهم، وتتنكص أي ترجع على عقبها.
تفسير غريب أبيات لرجل من حمير
(قوله): قتلته المقاول، هم الذين يخلفون الملوك إذا غابوا، (قوله): لباب لباب، قد فسره ابن إسحق ويقال لباب
1 / 11
كلمة فارسية معناها القفل القفل أي الرجوع الرجوع، (وقوله): فلما جهده ذلك يقال جهده الأمر وأجهده إذا شق عليه، والحزاة هم الذين ينظرون في النجوم ويقضون بها، واحدهم حاز، والعرافون ضرب من الكهان يزعمون انهم يعرفون من الغيب ما لا يعرف الناس، و(قوله): فهرج أمر حمير، أي اختلط وقلق، و(قوله): يقال له لخنيعة قال ابن دريد المعروف: لخيعة بغير نون مأخوذ من اللخع وهو استرخاء اللحم، والشناتر الأصابع بلغة حمير واحدها شنتير (قوله): في مشربة له، المشربة الغرفة المرتفعة، و(قوله): وسيما أي حسنًا، والوسامة الحسن، و(قوله): فوجأه، أي ضربه، ونخماس بلغة حمير الرأس وكذلك تفسيره في الروايات كلها، وروى عن ابن هشام أنه قال: نخماس زاجر فتى منهم ثم تاب، يعني انه كان يعمل عمل لخنيعة، وقالوا في تفسير: استرطبان أن معناه أخذته النار بالفارسية، و(قوله): وكان سائحًا السائح الذاهب على وجه الأرض للعبادة لا يستقر بمكان، اخذ من الماء السائح وهو الذاهب على وجه الأرض، و(قوله): ذات الرؤس السبعة
1 / 12
يعني بالرؤوس هنا القرون التي على رأسها، و(قوله):: فعيل عوله أي غلب على صبره، يقال عاله الأمر إذا غلبه، و(قوله): ثم انتشط الرجل الثوب، أي كشفه بسرعة، وسيارة جماعة قوم يسيرون بالتجارة، و(قوله): فجعفتها من أصلها، أي قلعتها وأسقطتها، و(قول): أوس ابن حجر كما جر الفصيل المقرع، الفصيل الصغير من أولاد الإبل، والمقرع الذي يخرج عليه القرع، وهي حبوب تشبه الجرب فيداوى بالماء والملح أو ينضح بالماء ويجر على الأرض السبخة فيبرأ من ذلك، و(قول) ذي الرمة: يحيل لها، معناه يصب لها، يقال أحال الماء في الحوض إذا صبه فيه، والجدول النهر الصغير شبه الساقية، و(قوله): فتثعبت دمًا، أي سالت، والثعب الموضع الذي يخرج منه الماء من الحوض، والضحضاح الماء القليل، والغمر الماء الكثير، و(قوله): ذي جدن الحميري: هونك لن يرد الدمع، معناه ترفقي وليهن عليك هذا الأمر ويروى هونكما وهو أصح في الوزن.
1 / 13
تفسير غريب أبيات لذي جدن أيضًا
(وقوله): قد أنزقت ريقي، معناه أيبست، يقال: أنزفت البئر إذا لم يبق بها ماء، ونزقتها أنا وأنزفتها أيضًا، والعزف ضرب القيان بالملاهي، وانتشينا سكرنا. والرحيق المصفى الخالص، والشفاء ما يتداوى به فيشفى، والنشوق ما يشم من الدواء ويجعل في الأنف، وأسطوان جمع أسطوانة وهي السارية وأراد بها ها هنا موضع الراهب المرتفع، وجدره جمع جدار وكان الأصل فيه جدر فسكنه تخفيفًا، والأنوق الرخم وهي لا تبيض إلا في الجبال العالية المشرفة فلا يكاد يوصل إلى بيضها، وغمدان حصن، ومسمكًا مرتفعاص، والنيق أعلى الجبل، والمنهمة موضع الراهب، وجروب حجارة سود قال الروقشي وهي روايته، ومن رواه حروث، فهو جمع حرث، (وقوله): وحر الموجل اللثق الزليق، الحر من كل شيء خالصه، يقال حر الرمل وحر الطين، وحر التراب وهو خالصه، والموحل من الوحل وهوالماء والطين، واللثق الذي فيه بلل، والزليق الذي يزلق فيه، ومن رواه
1 / 14
الموجل بالجيم فيقال هي حجارة ملس لينة كذا قال الوقشي، ومن رواه اللبق بالباء فاللبق هو الحسن الخفيف الذي تتهيأ له الأشياء، واللثق بالثاء المثلثة هو الصواب هنا، والسليط الدهن، وتوماض البروق لمعانها، والبسر التمر قبل أن يطيب ويهصر أي يكسر، والعذوق جمع عذق وهو عنقود النخلة، (وقوله): مستكينًا: أي ذليلًا يقال: استكان للأمر إذا ذل له، والضنك شدة الضيق.
تفسير غريب أبيات ابن الذئبة الثقفي
(قوله): ما للفتى صحرة، أي ماله نجاة ويروى بفتح الصاد والضم أشهر، والوزر الملجأ، وذات العبر اسم من أسماء الداهية، والحرابة أصحاب الحراب، والمقربات الخيل العتاق، والذفر الرائحة الشديدة، والسعالى جمع سعلاة وهي ساحرة الجن، و(قول) عمرو بن معدي كرب في أبياته: وملك ثابت في الناس راسي: الراسي الثابت المستقر، يقال رسا الشيء إذا ثبت، وقاس شديد، من القساوة وهي الشدة، و(قوله): على أصحاب الخيل المقارف، المقارف جمع
1 / 15
مقرف وهو من الخيل الذي أبوه هجين وأمه عتيقة، و(قوله): فتواعده، ويروى فتوعده معناهما جميعًا هدده، و(قوله): فشرمت حاجبه أي شقته يقال شرمت أنف الرجل إذا شققته، و(قوله): وودى أبرهة أرباط يعني أنه أعطى ديته لقومه، و(قوله): بني القليس القليس هو اسم الكنيسة التي بنى، وهو مشتق من قلس الشيء إذا ارتفع، و(قول) العجاج: في أثعبان المنجنون المرسل، الأثعبان الثعب الذي يخرج منه الماء، والمنجنون السانية، والخليج النهر الصغير يخرج من النهر الكبير، و(قوله): فإذا أرادوا الصدر يعني الرجوع من مكة إلى بلادهم وأصله في الماء، يقال: صدر عن الماء، إذا ورده ثم رجع عنه، (وقوله): في نسب عمير جذل الطعان، قال أبو عبيدة: جذل الطعان هو علقمة بن فراس بن غنم بن ثعلبة بن ملك بن كنانة (وقول): عمير في شعره: فأي الناس فاتونا بوتر: الوتر هنا طلب الثأر، و(قول) أمية بن أبي الصلت: قومي إياد لو أنهم أمم: الأمم القرب يريد لو أنهم قريب، والنعم الإبل، وقال بعض اللغويين،: النعم كل ماشية أكثرها إبل،
1 / 16
و(قوله): والقط والقلم، قد فسره ابن هشام، (وقوله): حتى أنزله المغمس، قال أبو عبيد البكري هو المغمس بكسر التمنع، ويروى التحوز هو أن ينحاز إلى جهة ويتمنع، وشعغ الجبال رؤوسها، والشعاب المواضع الخفية بين الجبال، ومعرة الجيش شدته، (وقول) عبد المطلب في الشعر: فأمنع حلالك الحلال بكسر الحاء جمع حلة وهي جماعة البيوت، والحلال بفتح الحاء خلاف الحرام، والمحال القوة والشدة، (وقول) عكرمة ابن عامر في الشعر: الآخذ الهجمة فيها التقليد: الهجمة القطعة من الإبل قال بعضهم: هي ما بين الخمسين إلى الستين، (وقوله): فيها التقليد أي في أعناقها قلائد، وحراء جبل بمكة، وثبير جبل أيضًا، والبيد جمع بيدًا وهي القفر، والطماطم الأعاجم واحدهم طمطماني، (وقوله): أخفر معناه انقض عهده يقال: أخفرت الرجل، إذا نقضت عهده وخفرته إذا أجرته، ومن رواه أحفره بالحاء المهملة، فمعناه أجعله منحفرًا يريد خائفًا وجلاص، (وقوله): وكان اسم الفيل محمودًا، يقال: إن هذا
1 / 17
الاسم كان علمًا لهذا الفيل خاصة، وقيل بل هو علم للجنس كله، كما يقال للأسد أسامة، ويكنى أبا الحارث وقال بعضهم: إنما قيل لكل فيل محمود باسم هذا الذي جاء إلى البيت، والفيل على عظم جرمه من أفهم الحيوانات، (وقوله): حتى أصعد في الجبل، أي علا في الجبل، والطبرزين آلة معقفة من حديد، والمحاجن جمع محجن، وهي عصا مهوجة وقد يجعل في طرفها حديد، (وقوله): في مراقة يعني في أسفل بطنه، (وقوله): بزغوه أي شرطوه بالحديد الذي في تلك المحاجن، ويهرول أي يسرع، والخطاطيف والبلسان، ضربان من الطير، (وقول): نفيل في شعره: ولم تأسى على ما فات بينا أي لم تحزني قال الله تعالى: لكيلا تأسوا على ما فاتكم (وقوله): على كل منهل، المنهل موضع ورود الماء وجمعه مناهل، والأنملة طرف الإصبع، ويقال أنملة أيضًا بضم الميم، (وقوله): تمت أي تسيل وقيل ترشح، وصنعاء بلد باليمن وانصدع صدره، أي انشق، ومرائر الشجر، يعني المر منها وهو جمع أمرار وأمرار جمع مر، والعشر شجر، قال الكندي:
1 / 18
أمرخ خيامهم أم عشر، (وقول) ابن هشام: البابيل الجماعات ولم تتكلم لها العرب بواحد قال النحويون واحدها في القياس إبيل وإبول، (وقول) علقمة في شعره تسقي مذانب، المذانب جمع مذنب، وهو مسيل الماء إلى الروضة، والعصيفة ورق الزرع وقد فسره ابن هشام، وحدورها ما انحدر منها، ومن رواه جذورها بالجيم المضمومة فهو جمع جذر وهي أصول الشجر هنا، والآتي السيل، ومطموم من قولهم طم الماء وطمًا إذا علا وارتفع، وقول الراجز:
فصيروا مثل كعصف مأكول
قال ولهذا البيت تفسير في النحو، تفسيره إن الكاف زائدة لكونها قد تكون حرفًا، ومثل، لا تكون إلا إسمًا فزيادة الحرف أولى من زيادة الاسم، والمراد لزيادتها التأكيد، و(قول) ذي الرمة.
من المؤلفات الرمل أدماء حرة
الأدماء من الظباء السمراء الظهر البيضاء البطن، والأدمة في الإبل البياض الخالص، والأدمة في الآدميين أن يميل
1 / 19
اللون إلى السمرة قليلًا، وشعاع الضحى بريق لونه ويتوضح يتبين و(قول) مطرود بن كعب في شعره: إذا تغيرت يعني استحالت عن عادتها من المطر على مذهب العرب في النجوم ومن رواه تغيرت بالباء المنقوطة بواحدة من أسفل فمعناه قل مطرها من الغبر وهي البقية (وقول) الكميت في شعره.
هذا المعيم لنا المرجل
هو من العيمة وهو الشوق إلى اللبن، والمرجل الذي تذهب فيه إبلهم فيمشون على أرجلهم ومن رواه المرحل بالحاء المهملة فمعناه يرحلهم عن بلادهم لطلب الخصب، يريد أنه عام شديد.
تفسير غريب أبيات عبد الله بن الزبعري
الزبعري السيء الخلق، (قوله): تنكبوا أي ارجعوا خوفًا منها، تقول نكبت فلانًا عن الشيء إذا صرفته عنه صرف هيبة وخوف، والشعرى اسم النجم، وهما شعريان: إحداهما الغميصاء وهي التي في ذراع الأسد، والأخرى التي تتبع الجوزاء، وهي أضوأ من الغميصاء و(قوله): لم يؤوبوا أرضهم، أي لم يرجعوا إلى أرضهم، يقال:
1 / 20