امامت او سیاست
الامامة والسياسة
في السلاح، أعينهم تزهو من تحت المغافر[ (1) ]، على عواتقهم السيوف مشهورة، وعمد الحديد بأيديهم. فأتى ابن هبيرة بوسادة، فطرحت له، فجلس عليها، ثم دعا الحاجب بالقواد، فدخلوا على أبي جعفر، ثم خرج سلام بن سلام فقال:
ادخل يا أبا خالد. قال: ومن معي؟قال: إنما استأذنت لك، فدخل، فوضعت له وسادة فجلس، فحدثه أبو جعفر طويلا[ (2) ]ثم نهض فركب، فأتبعه أبو جعفر بصره حتى انصرف.
قتل ابن هبيرة
قال: وذكروا أن أبا العباس كتب إلى أبي جعفر: أن اقتل ابن هبيرة، فراده أبو جعفر بالكتاب. فكتب إليه أبو العباس: والله لتقتلنه أو لأبعثن إليك من يخرجه من عندك[ (3) ]، ويتولى ذلك عليك. وكان ابن هبيرة إذا ركب إلى أبي جعفر، ركب في ثلاث مائة فارس، وخمس مائة راجل، فقدم يزيد بن حاتم على أبي جعفر، فقال: أصلح الله الأمير، ما ذهب من سلطان ابن هبيرة شيء، يأتينا فيتضعضع[ (4) ]به العسكر. فقال أبو جعفر: يا سلام قل لابن هبيرة لا يركب في مثل تلك الجماعة، وليأتينا في حاشيته. قال عدي: فأصبحنا، فخرج ابن هبيرة أيضا في مثل تلك الجماعة الذين كانوا يركبون معه، فخرج إليه سلام فقال:
يقول لك الأمير ما هذه الجماعة؟لا تسيرن إلا في حاشيتك، فتغير وجه ابن هبيرة. فلما أصبح أتى في نحو من ثلاثين رجلا قال له سلام: كأنك إنما تأتينا مباهيا. فقال ابن هبيرة: إن أحببتم أن نمشي إليكم فعلنا. فقال سلام: ما نريد بذلك استخفافا بك، ولكن أهل العسكر إذا رأوا جماعة من معك غمهم ذلك، فكان هذا من الأمير نظرا لك[ (5) ]، فمكث طويلا جالسا في الرواق. فقيل له: إن الأمير يحتجم، فانصرف راشدا، فلم يزل يركب يوما ويقيم آخر، لا يجيء إلا في رجلين أو غلامه، وقد ختموا على الخزائن وبيوت الأموال، وجعل القواد [ (1) ]المغافر: جمع مغفر بكسر الميم وسكون الغين، زرد من حديد منسوج على هيئة حلقات يلبسه المحارب تحت القلنسوة على رأسه ووجهه.
[ (2) ]في الطبري: ساعة. وفي الأخبار الطوال: فجلس عليها قليلا، ثم نهض.
[ (3) ]في الطبري: من حجرتك.
[ (4) ]يتضعضع العسكر: أي يضعف، ويفقد ثقته بقدرته.
[ (5) ]زيد في الطبري: فكان بعد ذلك يأتي في ثلاثة.
مخ ۱۷۷