الإمامة والسياسة المعروف بتاريخ الخلفاء
مخ ۱
هوية الكتاب الكتاب: الإمامة والسياسة المؤلف: ابن قتيبة الدينوري الناشر: انتشارات الشريف الرضي عدد الصفحات: 552 صفحة وزيري عدد المطبوع: 1500 نسخة سنة الطبع: 1371 - 1413 الطبعة: الأولى في إيران المطبعة: أمير - قم السعر: 5500 ريال
مخ ۲
الإمامة والسياسة المعروف بتاريخ الخلفاء 1 - 2 الإمام الفقيه أبي محمد عبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري " المولود سنة 213 ه والمتوفى سنة 276 ه رحمه الله " تحقيق الأستاذ علي شيري ماجستير في التاريخ الإسلامي الجزء الأول
مخ ۳
بسم الله الرحمن الرحيم
مخ ۴
كلمة الناشر كتاب " الإمامة والسياسية " يعتبر من المصادر الأساسية التي تناولت مسألة الخلافة وتتبعت أحداثها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مرورا بالعهد الأموي إلى العصر العباسي الثاني.
في ثنايا هذا الكتاب اهتمام خاص بالحجاز، وخاصة بالمدينة وبأوضاعها الاقتصادية وانعكاساتها على الأوضاع الاجتماعية فيها والتي كانت أزمتها أحد أسباب النقمة المدينية الأنصارية على النظام الأموي.
وفي الكتاب أيضا اهتمام خاص بالفتوحات الإسلامية للمغرب والأندلس قل ما ذكرت باهتمام في غيره.
هذا الكتاب رغم أهميته لم يلق الاهتمام، بل جاءت طبعاته المختلفة فقيرة من حيث الاهتمام بالمضمون وتقديم الكتاب للقارئ بشكل أفضل. وبقي مهملا إلى أن قررت مؤسستنا " دار الأضواء " نفض الغبار عنه والاعتناء به ماديا وأدبيا. فعملت على تحقيقه بشكل علمي مدروس ووضع فهارس شاملة اعتنت بكل أبوابه وما تطرق إليه. ووفرت له الإمكانيات المادية والتقنية ليكون أفضل من حيث الطباعة: حرفا وورقا وتجليدا فنيا.
ونحن نفخر أن نقدم هذا الكتاب القيم بهذه الحلة الجديدة بجزأيه يهمنا أن نؤكد أننا بصدد الاهتمام بأمهات كتب التراث الإسلامي وقد باشرنا في بداية هذا العام 1990 بإعداد نماذج هامة منها يقوم رجال الاختصاص بدراستها
مخ ۵
وتحقيقها. ونعد بنشرها - خلال برنامجنا هذا - تباعا بعد أن وفرنا لها جميع الطاقات البشرية المتخصصة، والإمكانيات المادية والتقنية والفنية.
ونحن - بإذن الله تعالى - أقدمنا دون تردد لنكون إلى جانب من يعملون لخدمة تراثنا الإنساني، بل نطمح إلى أن نكون في طليعة هؤلاء.
وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.
الناشر
مخ ۶
مقدمة التحقيق كلمة عن الكتاب :
كتاب الإمامة والسياسة، أو ما يسمى بكتاب " تاريخ الخلفاء " كتاب مشهور يبحث في تاريخ الخلافة وشروطها بالنظر إلى طلابها من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى عهد الأمين والمأمون.
وتظهر أهمية وقيمة هذا الكتاب " الإمامة والسياسة " كما يقول د. بيضون في مقدمة كتابه الحجاز والدولة الإسلامية: " في الإشارات ذات المحتوى الخاص، الذي ينفرد به عن الآخرين - تتجاوز أهميته من الناحية المنهجية، وذلك لخلوه من الإسناد، حيث تتردد عبارة " وذكروا " في مطلع رواياته، دون تحديد مصدرها الأساسي.
وتبرز أيضا أهميته في إبرازه ثورة المدينة ومعركة الحرة، من دون تطرق في موقفه من الأمويين ومن غير تحمس لخصومهم الشيعة. وأهم من ذلك فإن رواياته الحجازية - على ما يقرره د. بيضون - على جانب من الأهمية خاصة في عرضه للدوافع التي كانت وراء تعاظم النقمة على البيت الأموي، في أعقاب الأزمة الاقتصادية التي يبدو أنها استفحلت حينذاك في الحجاز والمدينة بشكل خاص ".
وقد طبع هذا الكتاب عدة طبعات في كل من مصر وبيروت، ومنه نسخ
مخ ۷
خطية في مكاتب لندن وباريس، وبدار الكتب المصرية منه نسخة مخطوطة كتبت سنة 1297 ه.
وقد ظهر مؤخرا عدم اتفاق على اسم مؤلف هذا الكتاب، بعد أن شكك كثير من العلماء في نسبته إلى ابن قتيبة، وحيث أن بعضهم استبعد انتسابه إليه.
وكان أول من تزعم التشكيك بنسبته إلى ابن قتيبة المستشرق غانيغوس المجريطي ثم تبعه الدكتور دوزي في صدر كتابه تاريخ الأندلس وآدابه. ويشير د. بيضون في صدر كتابه المتقدم أيضا إلى استبعاد انتسابه إلى ابن قتيبة، أيضا السيد أحمد صقر في مقدمته لكتاب تأويل مشكل القرآن المطبوع بالقاهرة سنة 1973 حيث يقول: وقد نسب إلى ابن قتيبة كتاب مشهور شهرة بطلان نسبته إليه، وهو كتاب الإمامة والسياسة.
وقد استند د. دوزي في تشكيكه في نسبة كتاب الإمامة والسياسة إلى ابن قتيبة إلى أسباب عديدة أهمها:
- أن كثيرين ممن ترجموا لابن قتيبة لم ينسب إليه واحد منهم كتابا أو مؤلفا له بهذا العنوان. إلا القاضي أبو عبد الله التوزي المعروف بابن الشباط في كتابه " صلة السمط ".
- أن مؤلف الكتاب الإمامة والسياسة يذكر أنه استمد معارفه من أناس حضروا فتح الأندلس في سنة 92 ه، وأن موسى بن نصير غزا مدينة مراكش في زمن الرشيد، مع أن ابن قتيبة، ولد في سنة 213 ومات في سنة 276. ولم تبن مدينة مراكش إلا في سنة 454 في عهد سلطان المرابطين يوسف بن تاشفين.
- أسلوب الكتاب يختلف كثيرا عن أسلوب ابن قتيبة المعروف في كتبه.
- لم يرد ذكر في الكتاب لأي من شيوخ ابن قتيبة.
ومهما يكن من أمر فقد بقي كتاب الإمامة والسياسة محافظا على قيمته كأحد أبرز المصادر بما تضمن من نصوص يكاد يتفرد بها عن غيره من المصادر، مع الإشارة إلى أن هذا التشكيك الذي أصاب نسبته إلى ابن قتيبة قد أبعده عن لائحة المصادر الرصينة.
مخ ۸
وليس لنا إلا أن نسجل بتقدير آراء هؤلاء العلماء دون الجزم بصحة ما ذهبوا إليه ونبقى مترددين باتخاذ موقف حاسم من هذه القضية المطروحة - والتي لم أقف فيما لدي من مصادر ومراجع على رأي قاطع بشأنها، ويبقى كتاب الإمامة والسياسة منسوبا لابن قتيبة إلى أن يثبت بشكل حاسم العكس.
فكتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة - رغم الشك بهذه النسبة - يبقى إذن مشهورا بتسجيله لحقبة تاريخية هامة بدأت مع وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مع التركيز على العهد الأموي - دون التحامل عليهم - إلى قيام الدولة العباسية حتى الأمين والمأمون.
عصر ابن قتيبة:
1 - الحالة السياسية:
عاش أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة في عصر بني العباس، في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري، ولد في عهد المأمون، أيام كانت الدولة العباسية وهي في أوج مجدها وازدهارها، قد امتدت سيطرتها شرقا وغربا.
وقد واجهت سلطة المأمون سلسلة من الفتن والاضطرابات والحروب الأهلية، وقد تعرضت دولة المأمون لضربات محكمة من قبل الطالبيين. وقد عالجها المأمون - جميعا - بالقوة حينا وبالحكمة والسياسة حينا آخر. حتى استتب له الأمر. فاتجه إلى التنظيم الداخلي والبناء وأصبحت بغداد في عصره موئل العلماء والأدباء ومجلى مظاهر الحضارة الزاهرة.
وبعده جاء المعتصم، كان رجل حرب ولم يكن له دهاء المأمون ولا حكمته، وأدت سياسته إلى غلبة الأتراك على الجيش ثم على مراتب الدولة.
فاضطربت الأمور واختلت، ومهد ذلك للانحلال والضعف. وضعف مركز الخلافة وقلت هيبتها وتقلص نفوذها... ولم يستطع خلفاء المعتصم، رغم ما بذله المعتمد - حيث استعادت الخلافة في عهده بعض ما لها من نفوذ وسلطة -.
ولكن الأمور لم تستقر للدولة، بل أخذت الأطماع تتهددها من الداخل
مخ ۹
والخارج، فكل ينتهز فرصته للنيل من الدولة، حيث أصبح الانحلال السياسي والاجتماعي العنوان البارز في مركز الدولة والأطراف.
2 - الحياة الاجتماعية:
كان المجتمع البغدادي في عصر بني العباس يجمع خليطا من العناصر المختلفة والأجناس المتباينة ولم يكن العنصر العربي سائدا، مع احتفاظه لنفسه بمراكز القيادة والتوجيه بل كان يشاركه العنصر الفارسي ثم كانت المنافسة بين العنصرين والتي تحولت إلى صراع دموي كانت حصيلته انتصارا للعرب. وقد اتجه نشاط الأتراك إلى الجيش.
إلى جانب هؤلاء كانت جماعات الرقيق والموالي. وكانت كل جماعة من الأجناس المختلفة تمتهن مهنة برعت فيها. وقد تزاوجت هذه الخبرات - خبرات هذه الأجناس - والتقت وامتزجت عادات وتقاليد هذه الأجناس وكونت نسيجا مميزا تلونت عناصره واتحدت في اتساق ونظام واحد جمع بينها الذوق الإسلامي. واشتهرت بغداد بالترف الزائد والغنى وزخرف الحضارة، وتغلغل هذا في حياة الناس.
وعمرت بغداد بقصورها، ومجالس شرابها وحاناتها، وانتشر اللهو في الأعياد والمناسبات، وشرب الناس الخمر وأسرفوا فيها.
3 - الحياة الفكرة والأدبية:
أ - طلب العلم وحرية الرأي بدأ عصر ابن قتيبة بالمأمون، وكان محبا للعلم والأدباء، وأطلق حرية القول، فقويت في هذا العصر حركة الشعوبية، وقد أدت هذه الحركة إلى نشاط فكري تجلى بمجموعة كبيرة من الكتب.
ب - المعتزلة وأهل السنة اهتم المأمون كثيرا بالمناظرة بين العلماء في مسائل الدين والفلسفة وكان يجمعهم إليه. والمسألة الهامة التي شغلته وشغلتهم هي مسألة " خلق القرآن " وقد تركز حولها الخلاف بين المعتزلة وأهل السنة. وقد اعتنق المأمون آراء المعتزلة وانتصر لهم وتتبع أعداءهم وضيق عليهم ولجأ إلى أذيتهم.
مخ ۱۰
وبعد المأمون استمر الخلاف، وظهر بصور أجلى إلى عهد المتوكل الذي أبطل قول المعتزلة ونصر أهل السنة وأمر الناس باتباعها وترك ما دونها.
ج - العلوم الدينية نشطت في هذا العصر الدراسات الدينية المختلفة، وخاصة ما يتصل منها بأصول الدين والعقيدة، وقد أثرت حركة الترجمة - التي ازدهرت - وساعدت في ازدهار البحوث الدينية.
ونشطت إلى جانب ذلك - الحركة اللغوية والبيانية التي تصدت لدراسة القرآن أسلوبا وألفاظا ومعان وتراكيب.
وقد حظي الحديث ودراسة القرآن بالعناية، وازدهرت الدراسة الفقهية وبرز العديد من الفقهاء الأئمة الكبار الذين تشددوا بوجه التيارات الغربية والدخيلة.
د - العلوم العقلية بلغت حركة النقل والترجمة أوجها، وقد انكب العرب على دراسة وتمحيص ما نقلوه وترجموه فما أفاد كثيرا في الاطلاع على ما لدى الشعوب الأخرى كاليونان وغيرهم من تراث.
ه - العلوم اللغوية والأدبية كان عصر ابن قتيبة تتويجا لحركة لغوية قد سبقته قادها سيبويه والكسائي وغيرهما، ونشأت مدارس نبغ فيها علماء ونوابغ كان لكل منهم أسلوبه واتجاهه وقوله وتفسيره ومذهبه. فكان هذا التنوع بداية نهضة واسعة شملت جميع جوانب الأدب، فظهرت مجموعة كبيرة من الكتب التي تعرض لجوانب هذه المذاهب والاتجاهات والأساليب الأدبية واللغوية والنحوية.
وظهر جماعة من الشعراء الفحول، حيث كان أيضا لكل شاعر من هؤلاء لونه واتجاهه الموضوعي والفني في المعاني والأساليب والألفاظ والتشبيهات.
ابن قتيبة: مولده ونشأته:
هو أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري أحد العلماء الأدباء،
مخ ۱۱
والحفاظ الأذكياء، كان إماما في اللغة والأدب والأخبار وأيام الناس. وقد أخلص نفسه وفكره وعقله لدينه ولغته، وقضى حياته مجاهدا في سبيل إعزازهما والتمكين لهما.
وابن قتيبة من أسرة فارسية كانت تقطن مدينة مرو، وقد ولد سنة 213 في أواخر خلافة المأمون وقد اختلفوا في مكان ولادته فقيل: ولد ببغداد، وقيل: ولد بالكوفة وقد نشأ ببغداد وتثقف على أهلها وأخذ العلم عن رجالها، وقد كانت بغداد تموج حينئذ بأعلام العلماء في كل فن وتهوى إليها أفئدة المثقفين والمتعلمين من أنحاء الدولة الإسلامية.
وقد أثرت بغداد في نشأته الفكرية. وتأثر في شبابه بما كان يدور في أوساط العلماء من جدل وتناظر بين أهل السنة والمعتزلة. فأعجب بآراء المعتزلة - في مطلع شبابه - وكانت آراء المعتزلة وأفكارهم قد غلبت على الحياة الفكرية ببغداد.
ثم اختير لقضاء الدينور، فأقام بها ونسب إليها وهناك اتصل بعلمائها وفقهائها ومحدثيها. ثم عاد إلى بغداد فاتصل برجال الدولة كعادة غيره من العلماء والأدباء.
وفي بغداد انكب ابن قتيبة على الدرس والتحصيل على علماء الحديث وأئمة اللغة والرواية وشيوخ الأدب، وتتلمذ لطائفة من أعلام عصره وروى عن جمع من مشاهير دهره، وأخذ عن كثير من أعيانه وأماثله.
أهم شيوخه:
نذكر منهم: والده مسلم بن قتيبة، وأحمد بن سعيد اللحياني صاحب أبي عبيد، ومحمد بن سلام الجمحي، وإسحاق بن راهويه، وحرملة بن يحيى التجيبي، ويحيى بن أكثم القاضي، وأبو حاتم السجستاني، وعبد الرحمن ابن أخي الأصمعي، ودعبل بن علي الخزاعي، وإبراهيم بن سفيان الزيادي، وإسحاق بن إبراهيم بن محمد الصواف، ومحمد بن يحيى بن أبي حزم القطيعي البصري، وأبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني، وشبابة بن سوار، والعباس بن الفرح الرياشي، وأبو سهل الصفار، وأبو بكر محمد بن خالد بن خداش، وأبو
مخ ۱۲
سعيد أحمد بن خالد الضرير، وأبو عثمان الجاحظ، وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد البصري.
تلاميذه:
ابنه القاضي أحمد، وابن درستويه الفسوي، وأبو سعيد الهيثم الشاشي، وقاسم بن أصبغ بن يوسف بن ناصح البياني، وأبو بكر المالكي، وإبراهيم بن محمد بن أيوب الصائغ، وأحمد بن حسين بن إبراهيم الدينوري.
مصنفاته:
صنف ابن قتيبة مجموعة كبيرة من التصانيف أجمعوا على أنها عظيمة القدر، جليلة النفع. قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات " لابن قتيبة مصنفات كثيرة جدا رأيت فهرسها ونسيت عددها، أظنها تزيد على ستين من أنواع العلوم " وقال أبو العلاء المعري: خمسة وستين مصنفا.
أهمها: 1 - كتاب الوزراء (ذكره في لسان العرب). 2 - كتاب آلة الكتاب (صاحب الاقتضاب). 3 - كتاب صناعة الكتابة. 4 - كتاب الوحش. 5 - كتاب الصيام. 6 - كتاب غريب الحديث. 7 - مشكل القرآن. 8 - كتاب معاني القرآن. 9 - كتاب القراءات. 10 - كتاب إصلاح الغلط في غريب الحديث لأبي عبيد. 11 - تفسير غريب القرآن. 12 - كتاب الأنوار. 13 - كتاب فضل العرب.
14 - كتاب الميسر والقداح. 15 - كتاب المعارف. 16 - كتاب إعراب القراءات. 17 - كتاب الرد على القائل بخلق القرآن. 18 - كتاب القراءة.
19 - كتاب غريب القرآن. 20 - كتاب تأويل مختلف الحديث. 21 - كتاب عيون الأخبار. 22 - كتاب أدب الكاتب. 23 - كتاب الشعر والشعراء.
24 - كتاب المسائل والأجوبة. 25 - كتاب دلائل النبوة. 26 - كتاب جامع الفقه. 27 - كتاب الفقيه. 28 - كتاب الأشربة. 29 - الرد على المشبهة.
30 - أدب الكاتب. 31 - كتاب المعاني الكبير. 32 - كتاب عيون الشعر.
33 - كتاب التقفية. 35 - كتاب جامع النحو الكبير. 36 - كتاب جامع النحو الصغير. 37 - كتاب الحكاية والمحكى. 38 - كتاب الخيل. 39 - كتاب العلم. 40 - كتاب ديوان الكتاب. 41 - كتاب فرائد الدر. 42 - كتاب خلق
مخ ۱۳
الإنسان. 43 - كتاب حكم الأمثال. 44 - كتاب آداب العشرة. 45 - كتاب التفسير. 46 - كتاب معجزات النبي صلى الله عليه وسلم (ذكره أبو الطيب الحلبي في مراتب النحويين). 47 - كتاب تأويل الرؤيا. 48 - كتاب استماع الغناء بالألحان. 49 - كتاب الجوابات الحاضرة. 50 - كتاب الجراثيم.
51 - كتاب تقويم اللسان. 52 - كتاب التسوية بين العرب والعجم. 53 - كتاب القلم. 54 - تاريخ ابن قتيبة. 55 - كتاب معاني القرآن. والإمامة والسياسة (رغم الشكوك في انتسابه إليه).
عملنا في كتاب الإمامة والسياسة:
- استعرضنا نسخ الكتاب المطبوعة. واعتمدنا الأكثر ملاءمة للأصل والأقرب إلى الصحة.
- دققنا - ما استطعنا بما توفر لدينا من مصادر - الروايات والنصوص وقارناها بغيرها فأضفنا ما سها عنه المؤلف لسبب أو لآخر، كلمة أو جملة أو أكثر.
وثبتنا ما أضفناه في المتن بين معكوفتين [] مع الإشارة أحيانا إلى أن الزيادة كانت في الأصول وأحيانا إن تعذر علينا ذلك لفقدان أصل ما أو مصدر ما أو شككنا في صحة نص ما كنا نعود إلى أصول أخرى أثبتت الرواية، وقد يكون الراوي نفسه.
- قارنا الروايات المختلفة وأعدنا القارئ إلى مصادرها الأساسية وعلقنا عليها وشرحنا ما التبس منها وما رأيناه ضروريا وذلك كله في الهامش.
- قمنا بتخريج الآيات القرآنية الكريمة وعزوناها إلى سورها وأرقامها وانتهينا إلى تخريج الأحاديث النبوية الشريفة - ما استطعنا إلى ذلك - وضبطنا نصوصها ومصادرها.
- ضبطنا كثيرا من أسماء الأعلام، وترجمنا لكثير منهم.
- ضبطنا وعرفنا بأسماء الأماكن والقبائل وغيرها من معاجم البلدان: يا قوت - البكري - أبي الفداء - اليعقوبي - ابن الفقيه.
- قمنا بوضع شروحات وتعليقات مسهبة على النصوص.
وبعد قمنا بتنظيم فهارس شاملة وافية شملت:
مخ ۱۴
- فهارس الأحاديث النبوية الشريفة.
- فهارس الأعلام الواردة في الكتاب وأبجدتها.
- فهارس القبائل والأمم والبطون والعشائر.
- فهارس الأماكن وأسماء البلاد والجبال والأودية.
- فهارس أيام العرب ووقائعهم.
- فهارس للشعر، نظمت حسب القافية.
- فهارس الأمثال، الواردة في الكتاب.
وبعد نرجو أن نكون بعملنا هذا قد وضعنا كتاب الإمامة والسياسة في مكانته التي يجب أن يحتلها، وقد أهمل طويلا.
ونرجو أن نكون - بجهدنا المتواضع - قد قدمنا للقارئ الكريم وللباحث الجليل خدمة بحيث أصبح كتاب الإمامة والسياسة أكثر فائدة من خلال الشروحات التي حاولنا من تثبيتها أن تكون مادته في متناول الجميع قريبة من الدقة.
ونرجو أن نكون قد وفقنا في خدمة تراثنا من خلال هذا العمل. حيث أبادر إلى التأكيد أنني ألتزم متابعة بذل الجهد والعطاء، لتكون المساهمة أكثر فاعلية في تحقيق ما يصبو إليه القارئ من الوقوف على الكلمة الحقة والنشرة الصواب البعيدة عن الغموض والتزوير والخطأ والتصحيف، وذلك بما يغني ثقافته وطموحاته الفكرية والعلمية. ومع ذلك لا ندعي لأنفسنا أننا وصلنا، ولكننا ندعي أننا بذلنا وقدمنا ما استطعنا.
وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.
بيروت 15 / 1 / 1990 علي شيري
مخ ۱۵
مراجع المقدمة - وفيات الأعيان - إنباه الرواة - الفهرست لابن النديم - اللباب - عيون الأخبار (المقدمة) - تأويل مشكل القرآن (المقدمة) - الحجاز والدولة الإسلامية (المقدمة) د. بيضون - ابن قتيبة دراسة د. سلام - الموسى - ضحى الإسلام - تاريخ آداب اللغة العربية
مخ ۱۶
بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة المؤلف قال أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة رحمه الله تعالى:
نفتتح كلامنا بحمد الله تعالى، ونقدس ربنا بذكره والثناء عليه، لا إله إلا هو لا شريك له، الذي اتخذ الحمد لنفسه ذكرا، ورضي به من عباده شكرا وصلى الله على سيدنا محمد الذي أرسله بالهدى، وختم به رسل الله السعدا، صلاة زاكية، وسلم تسليما كثيرا أبدا.
فضل أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما حدثنا ابن أبي مريم، قال: حدثنا أسد بن موسى، قال: حدثنا وكيع، عن يونس بن أبي إسحاق، عن الشعبي، عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، قال: كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، فقال عليه الصلاة والسلام: " هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين عليهم السلام ولا تخبرهما يا علي " (1)، حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحمامي رضي الله عنه، حدثنا أحمد بن حواش الحنفي، قال: حدثنا ابن المبارك، عن عمر بن سعيد، عن أبي مليكة (2)،
مخ ۱۷
قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنه يقول: وضع عمر رضي الله عنه على سريره فتكنفه (1) الناس يدعون ويصلون قبل أن يرفع، فلم يرعني إلا رجل قد أخذ بمنكبي من ورائي، فالتفت فإذا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه يترحم على عمر رضي الله عنه، وقال: والله ما خلفت أحدا أحب إلي أن ألقى الله تعالى بمثل عمله منك يا عمر، وأيم الله إن كنت لأرجو أن يجعلك الله مع صاحبك، وذاك أني كنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، وكنت أنا وأبو بكر وعمر، وإن كنت لأظن أن يجعلك الله تعالى معهما ". وأخبرنا ابن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن الحباب، عن موسى بن عبيد، قال: أخبرني أبو معاذ وأبو الخطاب، عن علي رضي الله عنه، قال: بينما أنا جالس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، فقال: " يا علي: هذان سيدا كهول (2) أهل الجنة، إلا ما كان من الأنبياء عليهم السلام، ولا تخبرهما " (3).
حدثنا الوليد بن مسلم، عن عبد الله بن عبد العلي بن القاسم بن أبي عبد الرحمن رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لقد هممت أن أبعث إلى الأمم رجالا يدعونهم إلى الإسلام ويرغبونهم في الدين، فأبعث أبي بن كعب، وسالما مولى أبي حذيفة، ومعاذ بن جبل، كما فعل عيسى بن مريم عليهما السلام "، فقالوا: يا رسول الله أفلا تبعث أبا بكر وعمر رضي الله عنهما؟ فقال صلى الله عليه وسلم: " هما لا بد لي منهما، هما مني بمنزلة السمع والبصر " (4).
سؤال عمر بن العزيز عن استخلاف الرسول لأبي بكر وحدثنا (5)، قال: أخبرنا ابن المبارك، قال: أخبرنا محمد بن الزبير، قال:
أرسلني عمر بن عبد العزيز إلى الحسن البصري، رحمهما الله تعالى، أسأله إن
مخ ۱۸
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم استخلف أبا بكر رضي الله عنه، فأتيته فاستوى جالسا، وقال: إي والذي لا إله إلا هو، استخلفه، وهو كان أعلم بالله تعالى، وأتقى لله تعالى، من أن يتوثب عليهم لو لم يأمره.
استخلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه عن ابن أبي مريم، قال: حدثنا العرياني، عن أبي عون بن عمرو بن تيم الأنصاري رضي الله عنه، وحدثنا سعيد بن كثير، عن عفير بن عبد الرحمن قال:
حدثنا بقصة استخلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر، وشأن السقيفة، وما جرى فيها من القول، والتنازع بين المهاجرين والأنصار وبعضهم يزيد على بعض في الكلام، فجمعت ذلك وألفته على معنى حديثهم، ومجاز لغتهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في مرضه الذي قبض فيه، متوكئا على الفضل بن العباس رضي الله عنهما، وغلام يقال له ثوبان (1) رضي الله عنه، ثم رجع صلى الله عليه وسلم فدخل منزله، وقال لغلامه: اجلس على الباب ولا تحجب أحدا من الأنصار رضي الله عنهم، فأحدقوا بالباب، وقالوا للغلام: ائذن لنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: عنده نساؤه رضي الله تعالى عنهن، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بكاءهم، فقال: من هؤلاء؟ فقيل له الأنصار رضي الله عنهم يبكون، فخرج صلى الله عليه وسلم متوكئا على علي والعباس رضي الله عنهما فدخل المسجد واجتمع الناس إليه، فقال صلى الله عليه وسلم: " إنه لم يمت نبي قط إلا خلف وراءه تركة وإن تركتي فيكم الأنصار رضي الله عنهم، وهم كرشي (2) التي آوي إليها، أوصيكم بتقوى الله تعالى، والإحسان إليهم، فقد علمتم أنهم شاطروكم (3) وواسوكم في العسر واليسر نصروكم في النشط والكسل، فاعرفوا
مخ ۱۹
لهم حقهم، واقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم ".
ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزله وهو معصوب الرأس شديد الوجع، فلما كانت الصلاة أتى بلال المؤذن رضي الله عنه يدعو إلى الصلاة، ففتح صلى الله عليه وسلم عينيه، وقال للنساء: ادعون لي حبيبي، فعرفت عائشة رضي الله عنها أنه يريد أبا بكر، فقالت: أرسل إلى عمر، فإن أبا بكر رجل رقيق، وإن قام مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم افتضح من البكاء، وعمر أقوى منه، فأرسلت إلى عمر رضي الله عنه، فأتى فسلم، ففتح رسول الله صلى الله عليه وسلم عينيه، فرد السلام، ثم أطرق عنه، فعرف عمر أنه لم يرده، فلما خرج أقبل صلى الله عليه وسلم عليهن وقال: " ادعون لي حبيبي فقالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله، إن أبا بكر رجل رقيق، أمرت عمر يصلي بالناس، فقال صلى الله عليه وسلم: إنكن صواحبات يوسف (1) عليه السلام، ادعون لي حبيبي إنما أفعل ما أومر " فدعي أبو بكر رضي الله تعالى عنه (2).
استخلاف أبي بكر رضي الله عنه في الصلاة بالناس فلما جاء قال له: اذهب مع المؤذن، فصل بالناس، فلم يزل أبو بكر رضي الله عنه يصلي بالناس حتى كان اليوم الذي مات فيه رسول الله (3) وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين.
مخ ۲۰