امامت او سیاست
الامامة والسياسة
ففري عن رحالك ثم قولي # على الإسلام والعرب السلام
فكتب إليه مروان[ (1) ]: إن الشاهد يرى ما لا يرى الغائب. فقال نصر لما قرأ الكتاب: أما صاحبكم فقد أعلمكم أن لا نصر عنده، وجعل أبو مسلم يكتب الكتب، ثم يقول للرسل: مروا بها على اليمانية، فإنهم يتعرضون لكم، ويأخذون كتبكم، فإذا رأوا فيها أني رأيت المضرية لا وفاء لهم، ولا خير فيهم، فلا تثق بهم، ولا تطمئن إليهم، فإني أرجو أن يريك الله في اليمانية ما تحب، ويرسل رسولا آخر بمثل ذلك على اليمانية. فيقول: مر على المضرية، فكان الفريقان جميعا معه، وجعل يكتب إلى نصر بن سيار، وإلى الكرماني : أن الإمام قد أوصاني بكم، ولست أعدو رأيه فيكم، فجعل نصر يقول: يا عباد الله، هذه والله الذلة، رجل بين أظهرنا يكتب إلينا بمثل هذا، لا نقدر له على ضر ولا نفع، فلما تبين القوم أن لا نصير لهم كتب أبو مسلم إلى أصحابه في الكور، أن أظهروا أمركم، فكان أول الناس من سود[ (2) ]أسيد[ (3) ]بن عبد الله، فنادى: يا محمد، يا منصور، فسود معه العكي، ومقاتل بن حكم[ (4) ]، وعمر بن غزوان، وأقبل أبو مسلم حتى نزل الخندقين فهابه الفريقان جميعا. فقال: لست أعرض لواحد منكم، إنما ندعو إلى آل محمد، فمن تبعنا فهو منا، ومن عصانا فالله حسيبه. فلما جعل أصحابه يكثرون عنده. وهو يطمع الفريقين جميعا في نفسه.
كتب نصر بن سيار: إلى مروان بن محمد، يذكر استعلاء أمر أبي مسلم، ويعلمه بحاله وخروجه، وكثرة شيعته، وأنه قد خاف أن يستولي على خراسان، وأنه يدعو إلى إبراهيم بن محمد، فأتى مروان الكتاب، وقد أتاه رسول أبي مسلم بجواب إبراهيم[ (5) ]، فأخذ جواب إبراهيم، وفيه لعن إبراهيم لأبي مسلم، حين [ (1) ]في العقد 4/478 هذه الأبيات كتبها نصر إلى هشام بن عبد الملك، وفي الأغاني 6/128 ذكر أنه أرسلها إلى الوليد بن يزيد وفي بقية المصادر فكالأصل.
[ (2) ]أي رفع شعار السواد، شعار العباسيين.
[ (3) ]في ابن الأثير: أسد.
[ (4) ]في الطبري وابن الأثير: حكيم.
[ (5) ]كان أبو مسلم قد أرسل إلى إبراهيم الإمام كتابا يخبره فيه خبره، وما آل إليه أمره.
وكان مروان بن محمد قد وكل بالطرق أشخاصا يراقبون رسل أبي مسلم، فجيء برسول أبي مسلم إلى مروان وبعد أن قرأ كتابه رشا الرسول على أن يذهب إلى إبراهيم ويأخذ جواب كتاب أبي مسلم ويأتيه به ففعل. (مروج الذهب 3/295 الطبري 7/370 ابن الأثير 3/462 الأخبار الطوال ص 357) .
مخ ۱۵۸