343

وما دونها، وليس لموسى أن يتكثر بشيء مما كان عليه من العمل، منذ استخلف الله أمير المؤمنين من ذمة أو فيء أو أمانة، فهو لأمير المؤمنين يأخذه ويقتضيه، ولا يحسبه موسى من غرامته، فإن أدى موسى الذي سمى أمير المؤمنين في كتابه هذا من المال، إلى ما قد سمى أمير المؤمنين من الأجل، فقد بريء موسى وبنوه وأهله ومواليه، وليست عليهم تبعة ولا طلبة في المال ولا في العمل، يقرون حيث شاءوا، وما كان قبض موسى أو بنوه من عمال موسى إلى قدوم رسول أمير المؤمنين إفريقية، فهو من الذي على موسى من المال، يحسب له من الذي عليه، ما لم يقبض قبل وصول رسول أمير المؤمنين، فليس منه في شيء، وقد خلى أمير المؤمنين بين موسى وبين أهله ومواليه، ليس له ظلم أحد منهم، غير أن أمير المؤمنين لا يدفع إليه طارقا مولاه، ولا شيئا من الذي قد أباه عليه أول يوم.

شهد أيوب ابن أمير المؤمنين، وداود ابن أمير المؤمنين، وعمر بن عبد العزيز، وعبد العزيز بن الوليد، وسعيد بن خالد، ويعيش بن سلامة، وخالد بن الريان، وعمر بن عبد الله، ويحيى بن سعيد، وعبد الله بن سعيد، وكتبه جعفر بن عثمان في جمادى سنة تسع وتسعين[ (1) ].

[ (1) ]يتبين من مراجعة هذه النسخة عدة ملاحظات:

أ-أنها كتبت سنة 99 في جمادى بين سليمان بن عبد الملك وموسى بن نصير. تقول: إن سليمان بن عبد الملك مات لعشر بقين من صفر سنة 99 (ابن الأثير) في حين أن موسى ابن نصير مات قبله، سنة 97 (ابن عذاري-الحلة السيراء-ابن الأثير) .

ب-عبد العزيز بن موسى-والي الأندلس-قتل سنة 97 وقيل سنة 98، وأبوه حي، (ابن الأثير-الحلة السيراء-النجوم الزاهرة) .

ج-عبد الله بن موسى كان على إفريقيا، عزل عن إفريقيا سنة 97 واستعمل سليمان عليها محمد بن يزيد القرشي.

د-أيوب ابن أمير المؤمنين سليمان بن عبد الملك، مات سنة 98 وكان وليا لعهد أبيه.

ه-أمر سليمان بن عبد الملك واليه محمد بن يزيد أن يأخذ عبد الله بن موسى ويعذبه ويستأصل منه أموال بني موسى، فأخذه محمد ثم قتله بعد ذلك وتولى قتله خالد بن أبي حبيب القرشي.

و-لم يرد في كتابه أو حجابه جعفر بن عثمان، ورد في تاريخ خليفة:

أن ليث بن أبي رقية مولى أم الحكم بنت أبي سفيان كان كاتب الرسائل، وحاجبه أبو عبيد (وقيل أبو عبيدة: عن اليعقوبي) .

ز-في الغرامة الموضوعة على موسى، اختلف في قيمتها: ذكر ابن عذاري 1/46 «ثلاثمائة ألف دينار، وقيل ألف ألف دينار» وفي الحلة السيراء 2/334 مائة ألف دينار.

مخ ۱۰۸