تفكيك أقول: هذه المسألة وإن وقع فيها خلاف بين العلماء، لكن الاعتبار إنما هو لما أرخه نقاد الكملاء، وعمل به ثقات النبلاء، وما قوي دليله بالنسبة إلى دليل مخالفه وإن هو إلا تقدم المثبت على الناقي إلا عند تساويه، ففي ((تنقيح الأصول))(1): أما إذا كان أحدهما مثبتا والآخر نافيا، فإن كان النفي يعرف بالدليل كان مثل الإثبات، وإن كان لا يعرف به بل بناء على العدم الأصلي، فالمثبت أولى، وإن احتمل الوجهين ينظر فيه. انتهى(2).
وفي ((التلويح))(3): قوله: فالمثبت أولى؛ إذ لو جعل الثاني أولى يلزم تكرار النسخ، وأيضا المثبت يشتمل على زيادة علم كما في تعارض الجرح والتعديل يجعل الجرح أولى؛ ولأن المثبت مؤسس، والنافي مؤكد، والتأسيس خير من التأكيد. انتهى(4).
مخ ۷۲