Illustration of Affection in Clarifying the Children's Gift in the Unification of the Lord of Servants
رسم الوداد في إيضاح تحفة الأولاد في توحيد رب العباد
خپرندوی
بدون
د ایډیشن شمېره
الثانية
د چاپ کال
١٤٤١ - ٢٠٢٠
ژانرونه
وَصَادِ: يشير إلى قول الله سبحانه: ﴿إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ﴾ [ص: ٢٢] فالهداية هنا بمعنى الدلالة والإرشاد.
قال الشيخ صالح آل الشيخ وفقه الله:
جاءت الهداية في مواضع كثيرة من القرآن، وقسَّمَهَا أهل العلم إلى أربعة أقسام:
١ - النوع الأول: الهداية الغريزية وهي هداية المخلوق إلى ما فيه بقاء حياته وحُسْنِ معاشه، والدليل على هذه المرتبة قوله ﷿ ﴿قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾ [طه: ٥٠] يعني هَدَاهُ إلى ما فيه مصلحته في دنياه، إلى آخر ذلك. فالله ﷿ هَدَى الرضيع كيف يلتقم الثدي ويحتاج إليه، وهَدَى الطائر لمصلحته، وهدى الحيوان لمصلحته، إلى آخر ذلك.
٢ - النوع الثاني: الهداية بمعنى الدلالة والإرشاد؛ دلالة وإرشاد من آخر لما فيه مصلحة العبد في دنياه أو في آخرته أو فيهما معًا، وهذه هي الأكثر في القرآن وهي هداية الدّلالة والإرشاد، وهي التي جاءت في مثل قوله ﷿ ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ [الرعد: ٧]، يعني دال يدلّهم على الطريق.
٣ - النوع الثالث: هداية التوفيق وهي أخصُّ من التي قبلها، وهذه خاصة بالله ﷿، وهو الذي يُوَفِّقْ ويُلْهِم، فالرسل هُدَاة بمعنى أنهم يَدُلُّونَ ويُرْشِدُون؛ لكن هداية التوفيق هذه من الله ﷻ قال تعالى: ﴿وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ﴾ [هود: ٨٨]، هذا حصر التوفيق من الله ﷿ دون ما سواه، لهذا نفاها ربنا ﷿ عن نبيه ﷺ بقوله تعالى: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ [القصص: ٥٦]، فنَفَى عنه الهداية في هذه الآية وجعلها لله ﷿ مع إثباتها لنبيه ﷺ في قوله ﷿ ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ
1 / 170