Illustration of Affection in Clarifying the Children's Gift in the Unification of the Lord of Servants
رسم الوداد في إيضاح تحفة الأولاد في توحيد رب العباد
خپرندوی
بدون
د ایډیشن شمېره
الثانية
د چاپ کال
١٤٤١ - ٢٠٢٠
ژانرونه
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا ورسولنا محمد بن عبد الله الصادق الأمين، وعلى آله وصحابته، ومن اهتدى بسنته إلى يوم الدين، أما بعد:
فإنه لا صلاح للعباد ولا فلاح، ولا فوز لهم ولا نجاح، إلا بمعرفة أول مفروض عليهم والعمل به؛ وهو الأمر الذي خلقهم الله ﷿ له وأخذ عليهم الميثاق به، وأرسل به رسله إليهم، وأنزل به كتبه عليهم، ولأجله خلقت الدنيا والآخرة والجنة والنار، وبه حقت الحاقة ووقعت الواقعة، وفي شأنه تنصب الموازين وتتطاير الصحف، وفيه تكون الشقاوة والسعادة، وعلى حسب ذلك تقسم الأنوار ﴿وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ﴾ [النور: ٤٠]. وذلك الأمر هو:
• معرفة الله ﷿ بإلهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته وتوحيده بذلك.
• ومعرفة ما يناقضه أو بعضه من الشرك والتعطيل، واجتناب ذلك
• والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره،
• وتوحيد الطريق إلى الله ﷿ بمتابعة كتابه ورسوله والعمل وفق ما شرعه الله ﷿ ورسوله ﷺ،
• ومعرفة ما يناقضها من البدع المضلة ويميل بالعبد عنها فيجانبها كل المجانبة ويعوذ بالله منها
1 / 3
وبين يديك أخي المسلم حاشية على منظومة في هذا العلم المبارك "علم التوحيد" وهي منظومة "تحفة الأولاد في توحيد رب العباد" كتبت حاشيتها هذه لتكون تذكرة للمعلم حين تدريسه هذه المنظومة لطلابه.
وقد أخذت جملة كثيرة من فوائدها وتقريراتها من كتب العلامة محمد بن صالح ابن عثيمين لا سيما كتابه "القول المفيد شرح كتاب التوحيد" ومن كتب العلامة الوزير الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ لا سيما كتابه "التمهيد لشرح كتاب التوحيد" كما رجعت إلى كتب أخرى تتعلق بشرح كتاب التوحيد للمجدد الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيره من كتب الاعتقاد، وأنا أنصح بالرجوع إلى شروح العلماء لكتاب التوحيد لمن أراد التوسع في فهم المسائل والوقوف على الأدلة
والله الهادي وما توفيقي إلا بالله
وكتبه
أبو حمزة غازي بن سالم أفلح
الخميس ٢١ صفر ١٤٣٤
٣/ ١/ ٢٠١٣
1 / 4
نبذة عن الناظم
اسمه ومولده:
هو الشيخ المقرئ محمد بن عبد العظيم بن عيد بن محمود بن شعبان المعروف بـ (محمد بن عيد الشعباني) لقوله في نظمه للتوحيد:
يقول راجي رحمة الرحمن * محمد بن عيد الشعباني
ولد في قرية من قرى الريف المصري التابعة لمدينة بنها بمحافظة القليوبية: يوم الأربعاء الرابع من شهر رجب سنة ١٣٩٤ هـ الموافق ٢٤/ ٧/ ١٩٧٤ م وأقبل على تعلم القرآن من صغره بتوجيه من والده في كتاب القرية ثم انتقل مع أبيه إلى القاهرة واستمر في تدارس القرآن وحفظه حتى أتمه عند الخامسة عشر من عمره.
بعض مشايخه:
١ - الشيخ أحمد حامد آل طعيمة حفظه الله
قرأ عليه ختمة برواية حفص عن عاصم وأجازه من قراءته على الشيخ عبد الحليم بدر عن الشيخ عامر السيد عثمان. ومن طريق الشيخ عبد العزيز عبد الحفيظ عن الشيخ الزيات
٢ - الشيخ عبد الرازق السيد البكري ﵀
قرأ عليه ختمة كاملة برواية حفص من طريق الشاطبية وأجازه بقراءته على الشيخ عبد المنعم مصطفى الأشموني عن الشيخ الزيات.
٣ - الشيخ محمد الفرماوي قطب حماد ﵀
قرأ عليه القراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة ولازمه كثيرا وتخرج به
1 / 5
قال الناظم: قرأتها عليه في حولين كاملين آية آية ووجها وجها بالتحريرات والوقف على الهمزات وأجازني من قراءته على الشيخ عامر، وقراءته على الشيخ حسن إبراهيم دعادر الشموتي، وإجازته من الشيخ إبراهيم مرسي بكر.
٤ - الدكتور عبد العزيز عبد الحفيظ
قال الناظم: تلقيت عليه شرح كتاب التحفة السنية في شرح المقدمة الآجرومية في علم النحو.
٥ - الدكتور محمد عبد المعطي:
قال الناظم: تلقيت عليه من شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك في النحو قدرا حسنا من شرحها يقارب ربعها وكذلك تلقيت عليه من شرح الزوزني على المعلقات السبع.
أعماله ووظائفه:
• عمل محفظا للقرآن الكريم في المملكة العربية السعودية بالمجمعة سبع سنوات
قال الناظم:
• ثم التحقت بمعهد قراءات بنها ولما أعلنت وزارة الأوقاف عن مسابقة شيوخ المقارئ تقدمت للاختبار وكنت من الخمسة الناجحين على مستوى القليوبية.
• ثم انتقلت منه إلى معهد قراءات شبرا بخوم بعد أن انتقلت إلى عرب الرمل التابعة لقويسنا واشتريت أرضا بها وبنيت لي بيتا فيها
• وأنهيت دراستي في معهد القراءات ولله الحمد بعد حصولي على إجازة التجويد والشهادة العالية وشهادة التخصص.
• ثم التحقت بكلية القرآن الكريم للقراءات وعلومها بجامعة الأزهر بطنطا
1 / 6
• وحصلت على الإجازة العالية (الليسانس) في القراءات وعلومها بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف.
• وأنا الآن أعمل محفظا للقرآن الكريم وإمام وخطيبا بوزارة الأوقاف وشيخا لمقرأة مسجد المساعي بقويسنا وشيخا لمقرأة المسجد الشرقي بعرب الرمل.
• وأقرئ طلبة العلم القرآءات كما أخطب الجمعة وأدرس الدروس الشرعية من فضل ربي ا. هـ
بعض مؤلفاته:
١. إتحاف الصحبة في رواية شعبة (متن مع شرحه)
٢. الإتحاف في الراجح من مسائل الخلاف
٣. اتساع النقاب بين التبرج والحجاب.
٤. أيسر الكلام في وقف حمزة وهشام متن وشرح
٥. تحذير الإخوان من القراءة بالألحان.
٦. تحفة الأولاد في توحيد رب العباد الجزء الأول، وهي هذه المنظومة.
٧. تحفة الأولاد في توحيد رب العباد الجزء الثاني.
٨. تحفة السعيد في علم التجويد.
٩. جمع الشمل في القراءات العشر (ألفية شاملة مع شرحها)
١٠. حكم الإجارة على القرآن
١١. حكم الله في تارك الصلاة
١٢. ديوان أهل القرآن أكثر من خمسين قصيدة.
١٣. سلسلة تيسير النحو.
١٤. شرح التحريرات الشعبانية على متن الشاطبية
1 / 7
١٥. شرح فتح الكريم في متشابه القرآن العظيم.
١٦. شرح منحة مولي البر فيما زادته طيبة النشر.
١٧. فتح الرحمن في حكم تجويد القرآن
١٨. فتح الولي الحميد في أصول التجويد (متن مع شرحه)
١٩. المتحف في حكم مس المصحف
٢٠. المجموعة القيمة في الجمع بين التحفة والمقدمة.
٢١. مختصر سبيل الرشاد في شرح الجزء الأول من تحفة الأولاد.
٢٢. المزن الغياثة في القراءات الثلاثة (متن مستقل للقراءات الثلاثة مع الشرح)
٢٣. هداية الأحباب في تجويد فاتحة الكتاب ومعه بحث عن الضاد والظاء.
٢٤. ولي الخير في القراءات العشر لتحضير القراءة.
نسأل الله تعالى لنا وله التوفيق والثبات على السنة. (^١)
_________
(^١) الترجمة مستفادة من ترجمة الشيخ الناظم لنفسه، وقد تفضل مشكورا بإرسالها إلي فجزاه الله خيرا.
1 / 8
نبذة عن المنظومة
هذه المنظومة هي الجزء الأول من النظم المشتمل على خلاصة عقيدة أهل السنة والجماعة في التوحيد.
سار فيه الناظم على سنن كتاب شيخ الإسلام المجدد: محمد بن عبد الوهاب ﵀ المشهور بـ (كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد).
وقد طبعت هذه المنظومة بعناية الناظم طبعات عدة، وله شرح مختصر عليها وآخر مطول، وهي متداولة لاسيما في البلاد المصرية. ولم أعلم بشرح الناظم إلا بعد الانتهاء من شرحي المنظومة. وتفضل -وفقه الله- فأرسل لي صورة من الشرح المختصر.
ثم قام على تصحيح النظم وتعديل بعض المواضع وكتب إلي بالنظم مصححا وطبعناه مفردا. والآن نضم إليه هذه الحاشية لتكتمل الفائدة
واللهَ نسألُ الإخلاص في القول والعمل.
1 / 9
نص المنظومة
قال الشيخ المقرئ: "محمد بن عيد الشعباني" -حفظه الله-:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الْمُقَدِّمَةِ
١ - يَقُولُ رَاجِي رَحْمَةِ الرَّحْمَنِ … مُحَمَّدُ بْنُ عِيدٍ الشَّعْبَانِي
٢ - الْحَمْدُ للهِ عَلَى الإِنْعَامِ … لاسِيَّمَا بِنِعْمَةِ الإِسْلامِ
٣ - ثُمَّ صَلاةُ الله مَعْ سَلامِهِ … عَلَى النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى وَآلِهِ
٤ - وَبَعْدُ هَذَا النَّظْمُ فِي التَّوْحِيدِ … أَوَّلُ وَاجِبٍ عَلَى الْعَبِيدِ
٥ - مِفْتَاحُ بَابِ جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ … لِذَاكَ قَدَّمُوهُ عِنْدَ الدَّرْسِ
٦ - سَمَّيْتُهُ بِـ "تُحْفَةِ الأَوْلادِ" … لِيُصْبِحُوا مِنْ خِيرَةِ الْعُبَّادِ
٧ - أَرْجُو بِهِ التَّيْسِيْرَ وَالْقَبُولا … وَأَنْ يَكُونَ لَلْهُدَى سَبِيْلا
بَابُ فَضْلِ التَّوْحِيدِ
٨ - أَوَّلُ وَاجِبٍ هُوَ التَّوحِيدُ … وَمَنْ يُحَقِّقْهُ هُوَ السَّعِيدُ
٩ - يَكُنْ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ جُنَّهْ … وَهْوَ سَبِيلُ مَنْ يُرِيدُ الْجَنَّهْ
١٠ - شَرْطُ الْقَبُولِ يَا بَنِيَّ لِلْعَمَلْ … دَعَا إِلَيْهِ قَوْمَهُمْ كُلُّ الْرُّسُلْ
١١ - وَيَغْفِرُ اللَّهُ بِهِ الذُنُوبَا … سُبْحَانَ مَنْ يُقَلِّبُ الْقُلُوبَا
1 / 10
بَابُ أَقْسَامِ التَّوْحِيْدِ
١٢ - يَنْقَسِمُ التَّوْحِيدُ فِي الإِسْلامِ … إِلَىَ ثَلاثَةٍ مِنَ الأَقْسَامِ
١٣ - أَوَّلُهَا التَّوْحِيدُ فِي الْعِبَادَهْ … وَهْوَ أَهَمُّهَا بِهِ الشَّهَادَهْ
١٤ - وَرُكْنُهَا النَّفْيُ مَعَ الإِثْبَاتِ … فَاعْلَمْ هَدَاكَ اللَّهُ لِلثَّبَاتِ
١٥ - وَحَقُّهَا الْوَلاءُ وَالْبَرَاءُ … وَالْكُفْرُ بِالطَّاغُوتِ يَا أَبْنَاءُ
١٦ - فَلَيْسَ غَيْرُ الْلَّهِ يَسْتَحِقُّ … عِبَادَةً وَالْلَّهُ فَهْوَ الْحَقُّ
١٧ - وَكُلُّ مَا يُحِبُّه وَيَرْضَى … عِبَادَةٌ إِنْ سُنَّةً أَوْ فَرْضَا
١٨ - كَالنَّذْرِ وَالذَّبْحِ وَكَالدُّعَاءِ … وَالْبِّرِّ وَالْخَوْفِ مَعَ الرَّجَاءِ
١٩ - وَبِالرُّبُوبِيَّةِ قِسْمٌ آَخَرُ … بِأَنَّهُ لِلْخَلْقِ رَبٌّ فَاطِرُ
٢٠ - وَالثَّالِثُ الأَسْمَاءُ وَالصِّفَاتُ … سَبِيِلُهُ التَّنْزِيهُ وَالإِثْبَاتُ
٢١ - فَاللَّهُ فَوْقَ عَرْشِهِ قَدِ اسْتَوَى … وَوَجْهُهُ فِي جَنَّةِ الْخُلْدِ يُرَى
٢٢ - فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ الأَخِيرِ يَنْزِلُ … تُعْطِي يَدَاهُ كَرَمًا مَنْ يَسْأَلُ
٢٣ - كَلامُهُ الْقُرْآنُ مِنْ صِفَاتِهِ … كَعِلْمِهِ وَسَمْعِهِ حَيَاتِهِ
٢٤ - وَكُلُّ وَصْفٍ جَاءَ فِي الْقُرْآَنِ … أَوْ صَحَّ عَنْ نَبِيِّهِ الْعَدْنَاني
٢٥ - نُثْبِتُ مَعْنَاهُ بِغَيْرِ كَيْفِ … وَغَيْرِ تَعْطِيلٍ وَغَيْرِ زَيْفِ
1 / 11
بَابُ الإِسْلامِ
٢٦ - مِنْ خَمْسَةٍ قَدْ بُنِيَ الإِسْلامُ … شَهَادَةُ التَّوْحِيدِ وَالصِّيَامُ
٢٧ - وَالْحَجُّ وَالزَّكَاةُ والصَّلاةُ … تَكَاسُلًا يَتْرُكَهَا الْعُصَاةُ
٢٨ - وَكُفْرهُ الرَّاجِحُ دُونَ الرِّدَّةِ … وَأَجْمَعُوا رِدَّتَهُ بِالْجَحْدَةِ
بَابُ الإِيمَانِ
٢٩ - وَقَوْلُ أَهْلِ الْحَقِّ فِي الإِيْمَانِ … قَوْلٌ وَأَعْمَالٌ عَلَى أَرْكَانِ
٣٠ - بِاللَّهِ وَالْمَلائِكِ الأَبْرَارِ … وَالْكُتْبِ وَالْرُّسْلِ وَبِالأَقْدَارِ
٣١ - وَالسَّادِسُ الإِيمَانُ بِالْقِيَامَهْ … فَاعْلَمْ فَإِنَّ الْعِلْمَ الاسْتِقَامَهْ
٣٢ - بِضْعٌ وَسَبْعُونَ مِنَ الْخِصَالِ … أَعْظَمُهَا شَهَادَةُ الْجَلالِ
٣٣ - يَزِيدُ بِالطَّاعَاتِ فِي الْقُلُوبِ … كَذَلِكُمْ يَنْقُصُ بِالذُّنُوبِ
٣٤ - وَيُخْرِجُ الْعَبْدَ مِنَ النِّيرَانِ … مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنَ الإِيْمَانِ
بَابُ الْخَوْفِ مِنَ الشِّرْكِ
٣٥ - وَالشِّرْكُ يَا بَنِيَّ لَيْسَ يُغْفَرُ … أَقْبَحُ ذَنْبٍ فِي الْوَرَى وَأَكْبَرُ
٣٦ - أَوُّلُّ مَا عَنْهُ الإِلَهُ قَدْ نَهَى … أَخْوَفُ مَا يَخَافُهُ أُولُو النُّهَى
٣٧ - وَمُوجِبٌ لِلْخُلْدِ فِي جَهَنَّمَا … وَمُحْبِطُ الأَعْمَالِ عَنْ بَابِ السَّمَا
1 / 12
بَابُ تَعْرِيفِ الشِّرْكِ
٣٨ - وَالشِّرْكُ أَنْ تَدْعُوَ غَيْرَ الْلَّهِ … سُبْحَانَ مَنْ جَلَّ عَنِ الأَشْبَاهِ
٣٩ - أَوْ صَرْفُ أَيِّ شَيْءٍ مِنْ عِبَادَهْ … لِغَيْرِهِ أَوْ كَانَ بِالإرَادَهْ
٤٠ - أَوْ لُبْسُ حَلْقَةٍ وَخَيْطٍ لِلشِّفَا … أَوْ وَدْعَةٍ دَعَا عَلَيْهِ الْمُصْطَفَى
٤١ - وَمَنْ بِقَبْرِ صَالِحٍ تَبَرَّكَا … أَوْ طَافَ حَوْلَهُ يَكُنْ قَدْ أَشْرَكَا
٤٢ - أَوْ كَانَ هَازِءًا بِحُكْمِ الْلَّهِ … أَوْ سَاخِرًا مِنْ عَابِدٍ أَوَّاهِ
٤٣ - أَوْ ذَابِحًا أو مُوفِيًا بِنَذْرِ … أَوْ مُسْتَعِيذًا غَيْرَهُ مِنْ ضُرِّ
٤٤ - أَوْ كَانَ رَاقِيًا بِمَا لا يُفْهَمُ … كَذَاكَ يَا أَوْلادِيَ التَّمَائِمُ
بَابُ سَبَبِ الشِّرْكِ
٤٥ - وَسَبَبُ الشِّرْكِ هُوَ الْغُلُوُّ … فَذُو الصَّلاحِ عِنْدَهُمْ مَدْعُوُّ
٤٦ - أَوْ يَعْبُدُونَ الْلَّهَ عِنْدَ قَبْرِهِ … تَبَرُّكًا فِي زَعْمِهِمْ بِسِرِّهِ
٤٧ - وِيَبْتَنُونَ فَوْقَهَا الْمَسَاجِدَا … وَيَفْعَلُونَ فِعْلَ مِنْ تَهَوَّدَا
٤٨ - وَذَاكَ إِخْبَارٌ مِنَ الْمَصْدُوقِ … مُحَذِّرًا بِمَنْطِقِ الشَّفوقِ
٤٩ - حَيْثُ نَهَانَا عَنْ تَتَبُّعِ السَّنَنْ … قِيَلَ الْيَهُوْدُ وَالْنَّصَارَى قَالَ مَنْ؟
بَابُ التَّوَكُّلِ
٥٠ - وَعَمَلُ الْقَلْبِ هُوَ التَّوَكُّلُ … عَلَى الإِلَهِ الْحَقِّ يَا مَنْ يَعْقِلُ
٥١ - وَغَيْرُهُ شِرْكٌ، فَشِرْكٌ أَصْغَرُ … عَلَى الَّذِي يَعِيْشُ فِيمَا يَقْدِرُ
٥٢ - وَالأَكْبَرُ الثَّانِي عَلَى الأَمْوَاتِ … فَعَوِّدِ الْقَلْبَ عَلَى الإِخْبَاتِ
1 / 13
بَابُ التَّوَسُّلِ
٥٣ - ثُمَّ التَّوَسُّلُ عَلَى نَوْعَيْنِ … أَوَّلُهَا الصَّحِيحُ دُونَ مَيْنِ
٥٤ - بِاللَّهِ وَالأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ … أَوْ دَعْوَةِ الْحَاضِرِ وَالطَّاعَاتِ
٥٥ - وَالثَّانِ فِي التَّوَسُّلِ البِدْعِيُّ … بِأَيِّ مَخْلُوقٍ وَلَوْ نَبِيُّ
بَابُ تَحْرِيمِ طَاعَةِ الْعُلَمَاءِ وَالأُمراءِ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ
٥٦ - وَمَنْ أَطَاعَ السَّادَةَ الأَعْلامَا … فِيْ غَيْرِ مَعْرُوفٍ أَوِ الْحُكَّامَا
٥٧ - يَجْعَلُهُمْ آَلِهَةً كَالَصُّوفِي … وَإِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ
٥٨ - فِيْ آَيَةِ الْتَّوْبَةِ وَهْيَ "اتَّخَذُوا" … دَلِيْلُ مَا أَقُولُ فِيمَا أَخَذُوْا
بَابُ أُمُورِ الْجَاهِلِيَّةِ
٥٩ - وَأَرْبَعٌ فِي أُمَّةِ الْمَعْصُومِ … مِنْهُنَّ الاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ
٦٠ - وَالنَّوْحُ ثُمَّ الْفَخْرُ بِالأَحْسَابِ … وَمِثْلُهُنَّ الطَّعْنُ فِي الأَنْسَابِ
٦١ - وَكُلُّهَا أُمُورُ جَاهِلِيَّهْ … كَالْحُكْمِ وَالظَّنِّ مَعَ الْحَمِيَّهْ
٦٢ - ثُمَّ التَّبَرُّجُ أَوِ السُّفُورُ … قَدْ أَفْلَحَ الدَّاعِيَةُ الصَّبُورُ
٦٣ - إِذْ لا تَزَالُ فِرْقَةٌ مَنْصُورَهْ … مِنْ أُمَّةِ الرَّسُولِ فِي الْمَعْمُورَهْ
1 / 14
بَابُ السِّحْرِ
٦٤ - وَالْجِبْتُ وَالسِّحْرُ هُمَا سِيَّانِ … وَكُفْرُ مُسْتَعْمِلِهِ قَوْلانِ
٦٥ - دَلِيلُ كُفْرِهِ أَتَى فِي الْبَقَرَهْ … وَحَدُّ سَاحِرٍ بِسَيفٍ نَحَرَهْ
٦٦ - وَهْوَ حَقِيقَةٌ وَبِالإِجْمَاعِ … كَالصَّرْفِ وَالْعَطْفِ عَلَى أَنْوَاعِ
٦٧ - وَالنُّشْرَةُ اعْلَمْهَا فَحَلُّ السِّحْرِ … تَجُوزُ إِنْ كَانَتْ بِآيِ الذِّكْرِ
٦٨ - وَإِنْ تَكُنْ بِالْسِّحْرِ لا تَحِلُّ … فَإِنَّهَا شِرْكٌ فَلا تَضِلُّوا
٦٩ - وَالْلَّهُ يَخْتَصُّ بِعِلْمِ الْغَيْبِ … وَمُدَّعِيهِ كَافِرٌ بِالْكُتْبِ
٧٠ - وَمَنْ أَتَى كَاهِنًا اوْ عَرَّافَا … صَلاتُهُ مَرْدُودَةٌ لَوْ طَافَا
بِابُ التَّطَيُّرِ
٧١ - وَتَحْرُمُ الطِّيَرَةُ وَالتَّشَاؤُمُ … وَلا تَرُدُّ مُسْلِمًا بَلْ يُقْدِمُ
٧٢ - مُرَدِّدًا دُعَاءَهَا يُهَلِّلُ … وَإِنَّمَا يُذْهِبُهَا التَّوَكُّلُ
٧٣ - وَشِرْكُ مَنْ تَرُدُّهُ قَدْ قَالُوا … وَيُعْجِبُ الرَّسُولَ مِنْهَا الْفَالُ
بَابُ الْتَّنْجِيْمِ
٧٤ - ثُمَّ النُّجُومُ زِينَةُ السَّمَاءِ … وَرَجْمُ شَيْطَانٍ عَنِ الأَنْبَاءِ
٧٥ - وَلِلْهُدَى عَلامَةٌ عَلَى الطُّرُقْ … فَمَنْ يُحَاوِلْ غَيْرَهُ فَمَا صَدَقْ
٧٦ - وَعِلْمُهَا نَوْعَانِ فَالتَّسْيِيرُ … أَجَازَ مَا نَحْتَاجُهُ الْجُمْهُورُ
٧٧ - وَالثَّانِ عِلْمٌ بَاطِلٌ مُحَرَّمُ … يُعْرَفُ بِالْتَّأْثِيرِ فِيمَا يُزْعَمُ
1 / 15
بَابُ الشَّفَاعَةِ
٧٨ - ثُمَّ الشَّفَاعَةُ لهَا قِسْمَانِ … كِلاهُمَا فِي مُحْكَمِ الْقُرْآنِ
٧٩ - مَنْفِيَّةٌ وَهْيَ عَنَ اهْلِ الشِّرْكِ … وَلَيْسَ فِي بُطلانِهَا مِنَ شَكِّ
٨٠ - ثَانِيهِمَا شَفَاعَةٌ بِإِذْنِهِ … لِمَنْ يَكُونُ مُؤْمِنًا بِدِينِهِ
٨١ - دَلِيلُهَا فِي آَيَةِ الْكُرْسِيِّ … مِثَالُهَا شَفَاعَةُ النَّبِيِّ
٨٢ - لَهُ شَفَاعَاتٌ كَفَضِّ الْمَوْقِفِ … لِيَدْخُلَ الْجَنَّةَ كُلُّ مُقْتَفٍ
بَابُ الْهِدَايَةِ
٨٣ - ثُمَّ الْهِدَايَةُ هِدايَتَانِ … هِدَايَةُ الْتَّوْفِيقِ لِلإِحْسَانِ
٨٤ - وَتِلْكَ يَخْتَصُّ بِهَا الْحَمِيدُ … يَهْدِي بِهَا لِلْحَقِّ مِنْ يُرِيدُ
٨٥ - وَبَعْدَهَا هِدَايَةُ الإِرْشَادِ … فِي سُورَةِ الشُّورَى أَتَتْ وَصَادِ
بَابُ الشِّرْكِ الأَصْغَرِ
٨٦ - وَالدِّينُ مَبْنَاهُ عَلَى الإِخْلاصِ … وَضِدُّهُ الْشِّرْكُ بِلا مَنَاصِ
٨٧ - مِثْلُ صَلاةِ ذَلِكَ الْمُرَائِي … يُطِيلُ حُسْنَهَا لأَجْلِ الرَّائِي
٨٨ - وَمِثْلُ إِقْسَامٍ بِغَيْرِ الْلَّهِ … وَقَوْلِ "لَوْلا الْكَلَبُ" وَالأَشْبَاهِ
٨٩ - وَقَوْلُ "شَاءَ الْلَّهُ ثُمَّ شِئْتَا" … تَجُوزُ لا كَالْوَاوِ إِذْ رَتَّبْتَا
1 / 16
بَابُ احْتِرَامِ أَسْمَاءِ اللَّهِ
٩٠ - وَمَنْ تَسَمَّى قَاضِيَ الْقُضَاةِ … أَوْ نَحْوَهُ مِنَ الْمُسَمَّيَاتِ
٩١ - يَنْفِي كَمَالَ الذُّلِّ وَالتَّوْحِيدِ … وَأَخْنَعُ الأَسْمَاءِ لِلْعَبِيدِ
٩٢ - قَدْ غَيَّرَ الْنَّبِيُّ مِنْ أَبِي الْحَكَمْ … وَكُلُّ مَا عُبِّدَ لِلْخَلْقِ حَرُمْ
٩٣ - وَرَبُّنَا الْعَظِيمُ وَالسَّلامُ … فَلا تَقُلْ عَلَى اللَّهِ السَّلامُ
٩٤ - وَلا يُقَالُ اغْفِرْ لِي إِنْ أَرَدتَّا … سُبْحَانَهُ وَاَعْزِمْ إِذَا سَأَلْتَا
٩٥ - وَلا تَقُلْ عَبْدِي لِمَنْ مَلَكْتَهُ … وَلا تَقُلْ رَبِّي لِمَنْ خَدَمْتَهُ
٩٦ - وَلا يُرَدُّ بِاللهِ السُّؤَّالُ … بِوَجْهِهِ فِي الْجَنَّةِ السُّؤَالُ
[الخاتمة]
٩٧ - فَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا يَسَّرَهْ … وَالْلَّهَ أَسْأَل رَّاجِيًا أَنْ يَنْشُرَهْ
٩٨ - وَأَنْ يَكُونَ خَالِصًا لِوَجْهِهِ … وَنَافِعًا مُخْتَصَرًا فِي وَجْهِهِ
٩٩ - وَأَفْضَلُ الصَّلاةِ وَالتَّسْلِيمِ … عَلَىَ النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى الْكَرِيمِ
١٠٠ - مُحَمَّدٍ وَآَلِهِ وَصَحْبِهِ … وَكُلِّ تَابِعٍ وَمُؤْمِنٍ بِهِ
1 / 17
شرح المقدمة
قال الشيخ المقرئ: "محمد بن عيد الشعباني" -حفظه الله-:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الْمُقَدِّمَةِ
١ - يَقُولُ رَاجِي رَحْمَةِ الرَّحْمَنِ … مُحَمَّدُ بْنُ عِيدٍ الشَّعْبَانِي
٢ - الْحَمْدُ للهِ عَلَى الإِنْعَامِ … لاسِيَّمَا بِنِعْمَةِ الإِسْلامِ
٣ - ثُمَّ صَلاةُ الله مَعْ سَلامِهِ … عَلَى النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى وَآلِهِ
٤ - وَبَعْدُ هَذَا النَّظْمُ فِي التَّوْحِيدِ … أَوَّلُ وَاجِبٍ عَلَى الْعَبِيدِ
٥ - مِفْتَاحُ بَابِ جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ … لِذَاكَ قَدَّمُوهُ عِنْدَ الدَّرْسِ
٦ - سَمَّيْتُهُ بِـ "تُحْفَةِ الأَوْلادِ" … لِيُصْبِحُوا مِنْ خِيرَةِ الْعُبَّادِ
٧ - أَرْجُو بِهِ التَّيْسِيْرَ وَالْقَبُولا … وَأَنْ يَكُونَ لَلْهُدَى سَبِيْلا
بسم الله الرحمن الرحيم: بدأ الناظم بها قبل النظم:
• تبركا باسم الله تعالى.
• واقتداءً بالكتاب العزيز المفتتح بالبسملة والتحميد والتمجيد.
• واقتداء برسول الله ﷺ في مراسلاته إلى الملوك والأمراء يدعوهم للإسلام.
و"بسم": الْبَاء هنا للمصاحبة أَوْ الِاسْتِعَانَة مُتَعَلقَة بِمَحْذُوف مقدر مؤخر؛
وَتَقْدِيره فعلا أولى لِأَن الأَصْل فِي الْعَمَل للأفعال؛ وكونه مؤخرا أولى لفائدتين:
الأولى: التبرُّكُ بالبَداءة باسم الله ﷾.
1 / 18
الثانية: إفادةُ الحصر؛ لأن تقديم المتعلِّق يُفيد الحصر
والتقدير هنا: " بسم الله أنظم … "
واسم الجلالة: (الله) اسم للرب الإله الحق؛ وهو الاسم الذي تتبعه جميع الأسماء الحسنى والصفات العلى؛ وهو الاسم الجامع لمعانيها. قال ابن كثير ﵀: وَهُوَ اسْمٌ لَمْ يُسَمَّ بِهِ غَيْرُهُ ﵎ ا. هـ.
و"الرحمن الرَّحِيم" وصفان لله تَعَالَى مشتقان من الرَّحْمَة، والرحمن أبلغ من الرَّحِيم لِأَن زِيَادَة الْبناء تدل على زِيَادَة الْمَعْنى غَالِبا.
المقدمة: بكسر الدال المهملة على الأفصح اسم فاعل من قدم بمعنى تقدم، ومقدمة الكتاب تقال لطائفة من كلامه قدمت أمام المقصود منه، لارتباط له بها وانتفاع بها فيه. وقد اشتملت بعد الحمد والثناء على الله والصلاة على رسوله ﷺ على معرفة اسم هذا النظم ووصفه وموضوعه وفضله.
راجي: أي طالب والرجاء: التوقع والأمل وهو مضاف غير منون.
رَحْمَةِ مضاف إليه.
محمد بن عيد الشعباني: اسم الناظم وقد سبقت ترجمته
الحمد: وصف المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم.
لاسيما: معناها (بخاصّة)، وهي مركّبة من (لا) النَّافية للجنس، و(سِيّ) التي بمعنى مثل، و(ما)، وتستعمل لترجيح ما بعدها على ما قبلها، والمشهور استعمالها مع الواو ويأتي الاسم بعدها مرفوعًا أو مجرورًا أو منصوبًا
صلاة الله: ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى
1 / 19
وسلامه: هُوَ التَّحِيَّة أَوْ السَّلامَة من النقائص والرذائل.
وهو دعاء للنبي ﷺ بالسلامة من النقص والآفات وهو اسم مصدر سَلَّمَ بمعنى التَّسليم كما قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: ٥٦].
وجَمْعُ الناظم بين الصلاة والسلام دون الاقتصار على أحدهما هو الأولى فقد نقل الإمام النووي ﵀ كراهة إفراد الصلاة عن السلام وعكسه لاقتران الأمر بهما في هذه الآية. وفسر بعض العلماء الكراهة في كلام النووي بالكراهة التنزيهية التي هي بمعنى خلاف الأولى ورد ذلك الشيخ علي قاري وقال: لا يلتفت إلى ذلك … فإنه حينئذ لا يحتاج إلى الاستدلال ولا ينسب إليه بالاستقلال ا. هـ
ومراده أن النووي قصد التحريم لا الكراهة التنزيهية ذلك لأنه بالغ في الإنكار على الإمام مسلم وغيره لمخالفة ذلك. ولأنه لو كان قصده الكراهة التنزيهية لما كان لنسبة هذا القول إليه من أهل العلم مزية فإنه لا خلاف في أفضلية ذلك. وممن اختار الجواز الحافظ ابن الجزري كما في مفتاح الحصن الحصين والحافظ ابن حجر وكذا العيني في شرحيهما على البخاري وألف العلامة ملا علي القاري في ذلك رسالة مستقلة رد بها على الإمام النووي. (^١)
المصطفى: المختار
_________
(^١) رسالة في بيان إفراد الصلاة عن السلام هل يكره أم لا. طبعت بتحقيق محمد فاتح قايا في دار البشائر عام ١٤٢٩.
1 / 20
وآله: قرابته من مؤمني بني هَاشم وَبني الْمطلب، ومنهم أزواجه ﵃.
وقيل هم: أَتْبَاعه ﷺ على دينه.
وبعد: الواو في أوله نائبة عن (أما) الشرطية و«أما» بمعنى مهما يكن من شيء،
و" بعدُ " ظرف متعلِّق بـ «يكن» المحذوفة مع شرطها؛ مبني على الضمِّ في محلِّ نصبٍ، لأنه حُذف المضافُ إليه، ونُوِيَ معناه، والتَّقدير: مهما يكن من شيءٍ بعد ذلك فهذا … إلخ وهي كلمة يُؤتى بها عند الدُّخول في الموضوع الذي يُقْصَدُ.
والنظم: مصدر نظَمَ وهو كلام موزون، يقابله النثر.
التوحيد: إفراد الله بالعبادة لا تشركُ به شيئا.
أول: بالجر بدل من التوحيد أو عطف بيان؛ ويجوز بالرفع خبرا لمبتدأ محذوف والتقدير (هو أول) ويجوز النصب على المفعولية والتقدير (أعني أول)
أول واجب: قال الشيخ حافظ الحكمي ﵀ في منظومته "سلم الوصول"
أوَّلُ وَاجِبٍ عَلَى الْعَبِيدِ … مَعْرِفَةُ الرَّحْمَنِ بِالتَّوْحِيدِ
التوحيد الذي هو إفراد الله بالعبادة هو "أَوَّلُ وَاجِبٍ" فَرَضَهُ اللَّهُ ﷿ "عَلَى الْعَبِيدِ" وهُوَ الَّذِي خَلَقَهُمْ لَهُ وَأَخَذَ عَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ بِهِ ثُمَّ فَطَرَهُمْ شَاهِدِينَ مُقِرِّينَ بِهِ ثُمَّ أَرْسَلَ بِهِ رُسُلَهُ إِلَيْهِمْ وأنزل به كتبهم عَلَيْهِمْ وَهُوَ "أَعْظَمُ الأوامر التي أمر الله به عباده كَمَا أَنَّ ضِدَّهُ مِنَ الشِّرْكِ وَالتَّعْطِيلِ وَالتَّمْثِيلِ هُوَ أَعْظَمُ الْمَنَاهِي وَلَمْ تَدْعُ الرُّسُلُ إِلَى شَيْءٍ قَبْلَهُ وَلَمْ تَنْهَ عَنْ شَيْءٍ قَبْلَ ضِدِّهِ. قال النبي ﷺ لمعاذ ﵁ لما أرسله إلى أهل اليمن «إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى» رواه البخاري بهذا اللفظ، وفي رواية لمسلم «فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا
1 / 21
تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللهِ ﷿» ورواه البخاري ومسلم في رواية أخرى بلفظ: «فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ» وهذا يدل على أن التوحيد وعبادة الله هو تفسير الشهادتين.
مفتاح: بالرفع خبر لمبتدأ محذوف والتقدير (وهو -أي التوحيد- مفتاح …) وَلِهَذَا لَا يَدْخُلُ الْعَبْدُ فِي الْإِسْلَامِ إِلَّا بِهِ وَلَا يَخْرُجُ مِنْهُ إِلَّا بِضِدِّهِ وَلَا يُزَحْزَح عَنِ النَّارِ وَيَدْخُل الْجَنَّةَ إِلَّا بِهِ. وَلَا يَخْلُدُ فِي النَّارِ وَيُحْرَمُ الْجَنَّةَ إِلَّا بِضِدِّهِ.
الفردوس: اسم جنَّة من أعلى جنّات النَّعيم في الآخرة وأفضلها، قال ﷺ: "وَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ، فَاسْأَلُوهُ الفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الجَنَّةِ وَأَعْلَى الجَنَّةِ وفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الجَنَّةِ".
تحفة: هدية ذات قيمة تقدم لمن يحب.
الْعُبَّادِ: تضبط على وجهين:
بكسر العين وتخفيف الباء جمع عبد
أو بضم العين وتشديد الباء جمع عابد وهذا هو الغاية من هذا العلم وغيره وهو العمل بالعلم. -أفاده الناظم في شرحه-.
1 / 22