234

ایلیاډه

الإلياذة

ژانرونه

وكان أول من بدأ الشغب هو بينيلوس البيوتي. فبينما كان ينتظر دائما في مواجهة العدو، إذا به يصاب في سطح كتفه برمح، بضربة ساحجة. وغاص طرف رمح بولوداماس حتى العظم،

7

إذ كان هو الذي سدد إليه الضربة من كثب. كما أن هكتور أصاب لايتوس أليكترون - البالغ الشجاعة - بجرح في ساعده ورسغه، في التحام، فاضطره إلى الكف عن القتال: وبعد أن تلفت حوله بقلق، تقهقر إلى الخلف، وقد فارقه الأمل في أن يستطيع حمل الرمح في يده - بعد ذلك - ليقاتل الطرواديين. وبينما كان هكتور يطارد لايتوس، ضربه أيدومينيوس فوق درقته، على صدره بجانب ثديه، غير أن سن الرمح الطويل تحطم في مركز الدرقة، فصاح الطرواديون بصوت عال. وصوب هكتور نحو أيدومينيوس بن ديوكاليون - وهو يقف فوق عربته - فأخطأه بمسافة ضئيلة، ولكنه - مع ذلك - أصاب كويرانوس رفيق وسائق ميريونيس، الذي كان يتبعه من داخل لوكتوس المتينة البناء. فقد أقبل أيدومينيوس من السفن المقببة، سائرا على قدميه، وكاد يسلم للطرواديين نصرا مبينا، لولا أن كويرانوس قاد الجياد بسرعة - تلك الجياد السريعة الأقدام - فكان مقدمها بارقة الخلاص لأيدومينيوس، إذ أبعدت عنه يوم الموت العديم الرحمة.

زوس يشفق على مينيلاوس!

ولكن كويرانوس فقد حياته على يد هكتور قاتل البشر، إذ ضربه أسفل فكه - تحت أذنه - فحطم الرمح أسنانه من جذورها، وشطر لسانه من وسطه، وسقط من العربة، تاركا الأعنة تقع فوق الأرض. فانحنى ميريونيس والتقطها بيديه من الأرض، وخاطب أيدومينيوس قائلا: «استخدم السوط الآن حتى تبلغ السفن السريعة. وعندئذ ستعلم من تلقاء نفسك أن النصر بعد ذلك ليس في جانب الآخيين!»

هكذا تكلم، فأمسك أيدومينيوس السوط وألهب به الجياد ذات الأعراف الجميلة، عائدا إلى السفن الجوفاء، وقد استولى الذعر على روحه.

ولم يكن أياس الجريء القلب، ولا مينيلاوس، بغافلين عن أن زوس كان يعطي النصر للطرواديين، لكي يحول تيار المعركة. فتكلم أياس التيلاموني أولا، وقال: «سحقا للقوم! الآن يستطيع أي فرد، مهما كان أحمق، أن يعرف أن زوس نفسه يساعد الطرواديين. إذ إن جميع سهامهم تصيب أهدافها - سواء أكان قاذفها بارعا أم رعديدا - إذ إن زوس يرسلها إلى أهدافها. أما رماحنا فإنها تسقط جميعا على الأرض متخاذلة. فتعالوا هيا ندبر لأنفسنا خير خطة يمكننا أن نسحب الجسد بعيدا، ثم نعود إلى الوطن لندخل السرور على نفوس زملائنا الأعزاء، الذين أحسبهم مكتئبين وهم يتطلعون إلى هناك، ويظنون أن حمية هكتور قاتل البشر، ويديه المنيعتين لن تتوقف عند حد، بل إنه سيهجم على السفن السوداء. أما من رفيق يحمل كلمة بمنتهى السرعة إلى ابن بيليوس، فما أعتقد إلا أنه لم يعلم قط بالقصة المؤلمة؛ قصة مقتل رفيقه العزيز. ومع كل فإنني لا أرى أحدا وسط الآخيين في أي مكان لأن الظلمة تغشاهم جميعا، هم وخيولهم أيضا. أبتاه زوس، خلص أبناء الآخيين من الظلمة، واجعل السماء صافية، ومكنا من أن نرى بعيوننا. وفي النور فلتقتلنا إن كان في هذا غبطتك المفضلة!»

هكذا تكلم، فأشفق الأب عليه وهو يبكي، وفي الحال بدد الظلمة وأبعد الغمام، وسرعان ما سطعت الشمس فوقهم.

وتجلت المعركة كلها للعيان. عندئذ تحدث أياس إلى مينيلاوس، الرائع في صيحة الحرب، قائلا: «تطلع الآن، يا مينيلاوس، يا سليل زوس، لعلك ترى أنتيلوخوس بن نسطور - البالغ الشجاعة - على قيد الحياة، وعندئذ حثه على أن يذهب بسرعة إلى أخيل الحكيم القلب، ليخبره بمقتل صديقه الأعز.»

وإذ قال هذا، لم يتردد مينيلاوس - الرائع في صحية الحرب - عن إطاعته، فانطلق في طريقه كليث عائد من فناء مزرعة، بعد أن برح به التعب من الكلاب والرجال الذين لم يمكنوه من القبض على أسمن ما في القطيع - وقد باتوا الليل كله ساهرين في الحراسة - غير أنه لاشتهائه اللحم، انقض إلى الأمام، ولكنه لم يصب شيئا، إذ انهالت عليه السهام بغزارة وقد قذفتها أيد قوية، مصحوبة بجذوات نار مشتعلة، فيخور أمامها مهما كانت لهفته، وينصرف عند الفجر بقلب حزين، هكذا أيضا رحل مينيلاوس - الرائع في صيحة الحرب - من جانب باتروكلوس، على غير رغبته؛ لأنه كان يخشى كثيرا أن يتركه الآخيون فريسة للعدو، وقد أحاط بهم شغب مؤلم. فأصدر كثيرا من الأوامر لميريونيس والأيانتيس، قائلا: «أيها الأيانتيس، قائد الأرجوسيين، وأنت يا ميريونيس، ليتذكر كل رقة باتروكلوس التعيس، فقد كان رقيقا مع الجميع إبان حياته. أما الآن فقد حل به الموت والقدر!»

ناپیژندل شوی مخ