وإن قلنا فدى لك من يساوي
دعونا بالبقاء إن قلاكا
أفلا تراك تؤثر مطلع رائية ابن هانئ وكافية المتنبي على قافيتيهما.
ولا يجب أن يستفاد مما تقدم أننا ننكر التوطئة على الإطلاق، فإنها إذا جادت ووقعت في موضعها ووافقت موضعها، فإنها تشق شغاف القلب وتذكي شرارة النيرة، فتهيم بها البصائر كما يقع لسامع قصيدة أبي تمام التي مطلعها:
السيف أصدق أنباء من الكتب
في حده الحد بين الجد واللعب
بيض الصفائح لا سود الصحائف في
متونهن جلاء الشك والريب
فقد أراد مدح المعتصم العباسي على إثر فوزه ذلك الفوز المبين، وتنكيله بجيوش الروم وفتحه عمورية، فوطأ لمدحه توطئة استهلها بما تقدم، وما أجملها توطئة لمثل ذاك المديح.
ومما يحمد عليه المولدون بهذا المعنى توطئتهم للرثاء بالزهد وأشباهه.
ناپیژندل شوی مخ