124

اختلاف آثار

ژانرونه

============================================================

الامام جعفر (1) وقد أمليا على أصحابهما قواعده ، وجمعوا من ذلك مسائل ، ر بها المتأخرون على ترتيب المصنفين فيه ، بروايات مستندة إليهما متصلة الاسناد" .

لقد ناقش فضيلة الشيخ محمد أبو زهرة دعوى هؤلاء مناقشة أطلق عليها أنها مناقشة خفيفة فقال : " وإننا نناقش ذلك الفقيه الجليل في هذه الكلمة مناقشة خفيفة ، ولا نناقشه في أصل نسبة هذه القواعد إلى الامامين الجليلين رضي الله عنهما ، وانما نناقش ما قاله ، فهو يقول : أمليا ، ولم يقل إنهما صنفا ، وإن الكلام في أسبقية الشافعي إنما هو في التصنيف ، وفي أنه أفرد كتابا خاصا لهذه المناهج ، ولم يدع الفقيه الكبير أنهما أفردا كتابا في ذلك أملياه أو كتباه ، وعلى ذلك ستطيع أن نقول : إن نسبة هذه القواعد إلى الإمامين كنسبة الحنفية في أصولهم اقوالا لأئمة المذهب الحنفي في الأصول ، كقولهم : إن رأي أبي حنيفة وأصحابه في العام أن دلالته قطعية ، وقولهم في الخاص : إنه لا يخصص العام إلا إذا كان ستقلا ومقترنا به في الزمن ، إلى آخر ما ذكروه ، فإن هذه الآراء أثرت عن الأئمة مطبقة على الفروع: لقد قال السيد الجليل آية الله السيد حسن الصدر : بأنه لم يكن ثمة تصنيف لامامين الجليلين ، وأن ثمة إملاء غير مرتب ، فان قيل إنهما سبقا الشافعي في فكرة فقد قررنا أن المناهج كانت مقررة ثابتة في عقول المجتهدين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ، وجرت على ألسنة بعضهم ، واستقام عليها فقههم ، فاذا كان الامام جعفر قد أملى بعضها على صحابته، وتناولوه من بعده بالترتيب والتبويب، (1) هو جعفر بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط الهاشمي القرشي أبو عبد الله ، الملقب بالصادق ، سادس الأئمة الأثي عشرية عند الامامية ، كان من أجلاء التابعين . وله منزلة رفيعة في العلم ، آخذ عنه جماعة منهم الامامان أبو حنيفة ومالك ، ولقب بالصادق، لأنه لم يعرف عنه الكذب قط ، له أخبار مع الخلفاء من بني العباس ، وكان جريئا عليهم صداعا بالحق ، له رسائل مجموعة في كتاب ، ورد ذكرها في كشف الظنون ، يقال إن جابر ابان حيان قام بجمعها . ولد في المدينة سنة ثمانين للهجرة وتوفي فيها سنة ثمان وأربعين ومائة هجرية.

انظر الأعلام للزركلي : 121/2.

124

مخ ۱۲۴