187

الاحتراس عن نار النبراس المجلد الأول

الاحتراس عن نار النبراس المجلد الأول

ژانرونه

لأنا نقول : لا يجوز أن يكون المراد بهذا الإسلام الذي دل عليه الحديث هو الإسلام بالمعنى اللغوي : أي الاستسلام هذا على مذهب المعتزلة ، وأما على مذهب المؤلف فلا غشكال ؛ لأنه قابل بأن صاحب المنزلة بين المنزلتين مسلم ، وليس بمؤمن ، كما صرح به فيك تابه ، وفي كلام بعض أهل البيت رضي الله عنهم ما يدل عليه هذا وفي كلام الوصي كرم الله وجهه في الجنة مايدل على إثبات النمزلة بين المنزلتين فإنه قال في حق الخوارج ما نصه:

من الكفر فروا ، ولو كانوا مؤمنين ما قاتلناهم أخواننا بالأمس بغوا علينا فقاتلناهم حتى يفيئوا .. انتهى.

فانظر كيف نفى عنهم الكفر أولا ثم نفى عنهم الإيمان ثانيا ، فهو صريح في إثبات المنزلة بين المنزلتين كما ترى.

ولهذا زعم المعتزلة أن ما ذهبوا إليه من المعتزلة بين المنزلتين مجمع عليه عند التحقيق حتى قال في ذلك الصاحب إسماعيل بن عباد وزير مؤيد الدولة وصاحب ابن العميد في هذا المذهب المذكور شعرا ، وهو قوله:

وصاحب الذنب لدينا فاسق ... لا مؤمنا حقا ولا منافق

والكل في تفسيقه موافق ... قولي إجماع وخصمي خارق

مخ ۲۰۹