الاحتراس عن نار النبراس المجلد الأول

اسحاق بن محمد عبدي d. 1115 AH
101

الاحتراس عن نار النبراس المجلد الأول

الاحتراس عن نار النبراس المجلد الأول

ژانرونه

قلت: وإذا اعتبار إنشاء لا إخبارا؛ لأنه لو كان إخبارا لاحتيج في إثبات صدقه وتحققه إلى دليل آخر، فإما أن يكون ذلك الدليل سمعيا، أو عقليا، والأول: يستلزم الزور المحال كما أشار إليه صاحب تخليص المحصل.

والثاني: اعتراف بالحسن والقبح من دون تطويل مسافة، ولا سبيل إلى القولين بأنه لو كان باطلا وكذبا لاستلزم نقصا في الصفة الذاتية التي بين الكلام النفسي الذي زعموه لما أشارنا إليه أولا فيما بعد قولنا: وأيضا إلى آخره -أعني ما ذكرناه من أنه لا سبيل إلى إثبات نقص في صفة الذات بدون اعترافهم بالنقص في صفة الفعل- كأمر، وهذا كله لا يرد على فرض كونه كلاما إنشائيا بزعم إمام الحرمين، وقد أورد إليه الإمام الرازي اعتراضا قويا، فقال: إن إظهار المعجزة وإن نزل منزلة الأشياء لكن تأثير أو إنشاء إنما هو في الأحكام الشرعية لا في المعاني الحقيقة لا تختلف في نفسها بحسب التصرفات اعتبارات الشرعية هذا كلامه، وقد زيفه صاحب الغايات قدس الله روحه في الجنة تزييقا استرجحه بعض المتأخرين .

مخ ۱۱۲