158

د مړینې په خوله کې

إغاثة الملهوف بالسيف المذكر لسعيد بن خلفان الخليلي

ژانرونه

فقه

كما أن الذين جمعوا بين القولين كذلك الخلاف بينهم وبين غيرهم لفظي، وذلك لأن الفريق الثالث لم ينكروا النص الشرعي (الكتاب والسنة والإجماع) كدليل يعرف من خلاله وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.وكذا الفريق الذي يقول بالعقل لا ينكر بأن الشرع أيضا أوجبه.

المطلب الثاني

نوع وجوبه هل هو كفائي أم عيني؟

سبق الإشارة إلى اختلاف العلماء في نوع فرضية الأمر والنهي هل هما فرض كفاية أم فرض عين، ونستعرض في هذا المقام ما قاله العلماء على النحو التالي :

الرأي الأول : الأمر والنهي فرض كفاية، وأدلته.

الرأي الثاني : الأمر والنهي فرض عين، وأدلته.

الخلاصة.

الرأي الأول : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية وأصحاب هذا القول هم جمهور العلماء (¬1) .

قال الإمام الزمخشري :" إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروض الكفايات، ولأنه لا يصلح إلا من علم المعروف والمنكر، وعلم كيف يرتب الأمر في إقامته، وكيف يباشره، فإن الجاهل ربما نهى عن معروف وأمر بمنكر" (¬2) .

¬__________

(¬1) وممن صرح بذلك : ابن تيمية (مجموع الفتاوي)، ج28، ص 126. والسفاريني (لوامع الأنوار)، ج2، ص 427، والزبيدي( اتحاف السادة المتقين)، ج7، ص 4، وأطفيش (تيسير التفسير)، ج2، ص 137، والسبزواري (مهذب الأحكام)، ج15، ص 212، والبقاعي (شرح رسالة الحقوق)، ج2، ص 65. ومحمد عمارة (الإسلام وفلسفة الحكم)، ص 265، وأبو سريع (فقه السجون والمعتقلات)، ص 85-86، والحقيل (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، ص 57.

(¬2) الكشاف)، ج1، ص 452-453.

ولكن يعقب على الزمخشري بأن جميع الواجبات لا بد فيها من العلم، وعدم العلم بها لا يمنع من وجوبها، إلا أن يراد أن الناس جميعهم لو أخذوا في تعلم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتعطلت المصالح.

ثم إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لهما درجات، وبعض المعروف واضح، وكذلك المنكر، وبالتالي فلا يحتاج إلى علم كثير.

مخ ۱۵۸