وبعد وزيره فيمن تصلح له الخيال،33 يعنى تخايل ما يقع بعده في أمته من الغلبة على أئمته وخلفائه، وتخايل ما يورث الأئمة من صفوته ولطافته4 التى بها قوتهم على حفظ الدين وسياسة الأمة، إما سرا وإما إعلانا. [6] وهذه القوة الموروثة 35 من الأساسين، أعنى الخيال، مادة لتزايد الصفوة واللطافة حتى تنتهي إلى قائم يقوم لقبول الجد والفتح من الرأس. فيكون من ذلك سكون النفس وراحتها ووصول أجر ما عملت36 من الاستفادات العقلية إليها.
فبهذا المعنى كانت دعوتنا إلى الجد والفتح والخيال. وأهل الظاهر لو أنصفوا أنفسهم لم يغتروا بسخرية المعطلة من الفلاسفة على مثل هذه الأسامي. فإنهم من ألقاب جبرئيل وميكائيل وإسرافيل أكثر تعجبا، وبها أشد سخرية في السر، لكنهم لا يجسرون على الإعلان بها خوفا من كثرة أهل الظاهر. فأخذوا في السخرية37 على هذه الألفاظ38 وغرضهم السخرية بألقاب أهل الظاهر. ولو أن الفلاسفة نظروا في خرافات أئمتهم وهوسهم39 في [6] كتبهم، لم يفزعوا إلى السخرية بألقاب أهل الحق، لأن لهم في السخرية بما في مذاهبهم شغلا كبيرا.
مخ ۱۲۱