وههنا24 حال25 ثالثة يحتاج إليها من ساعده القوتان، أعنى الجد والفتح. وذلك أن من ساعده جده عند مولده فنال به السعادة التامة التى ملكته ما لم يخطر بباله، ووفق لحفظه وتدبيره والسياسة فيما يجري نفعه عليه، ربما حرم الحالة الثالثة التي بها سعادة آخرته. فلم يوفق لما يحتاج إليه بعد وفاته من عقد وصيته، 27 وصف28 بعض ما ملكه جده في أعمال البر، وسبيل29 الخير التي يرجع نفعه على نفسه، [59] فيخرج من 30 ملكه. قد أورثه عدوه من حيث لا حمد له فيه ولا أجر.
والمسعود التام الذي يجمع له السعادات الثلاث، وهى: وقوع الجد عند الميلاد ، وهبة العقل والسياسة عند البلاغ،31 وتوفيق الوصية عند الممات. كذلك المجدود بالنطق، إذا يسر الله له جمع تنزيله وشريعته، ووفق لإقامة من يستوزره ويشركه32 في أمره، إذا وفق لوضع الإمامة فيمن تصلح له وتتصل في عقبه بعد وفاته، فقد كملت سعادته. فيسمى القوة التي بها يضع الإمامة بعده
مخ ۱۲۰