واللوح أسامي يسمىا 4 بها العقل والنفس. فما بال الرجل يصير كافرا بإنكاره بالأسامى، ولا يكون كافرا بإنكاره المسميات التى من أجلها وضعت الأسامى? وعلى هذا القياس جاز أن يكون [2ه] المقر بمحمد وأحمد وأبى القاسم المنكر بنبوة صاحب الفرقان، والمهاجر من مكة إلى المدينة مؤمنا غير كافر، إذ أقر بأسمائه ولم يؤمن بمعانيه.
فإن قال بعض من يجادل عنهم: إنما أوجب4 الكفر لمن أنكر بالكرسى والعرش والقلم واللوح، ولم يوجب ذلك لمن أنكر بالعقل والنفس، لأن الكرسي والعرش والقلم واللوح، مما أنزل الله تعالى ذكره على محمد فى تنزيله، والعقل والنفس فلم يكن لهما ذكر فى الكتاب المنزل عليه. قيل له: الذكر العام المفسر في التنزيل ذكر العقل والنفس. فأما الكرسى والعرش والقلم واللوح، فإن ذكرها في القرآن مجمل غير مفسر. وعلامة تفسير العقل والنفس ذكر أفعالهما ومناقبهما كما ذكر العزيز الحكيم في كتابه ظهور الآيات لمن كان عنده من العقل حظ، مثل قوله: [3ه] إن فى ذلك لأيت لقوم يعقلون،4 وكقوله:؛ إن فى ذلك لذ كرى لأولى الألبب،، وقوله: هل فى ذلك قسم لذى حجر،4 يعني لذي عقل . وبين العزيز الحكيم أن لزوم العقوبة للكفار في السعير من
مخ ۱۱۴