وما يشرعه الناطق ويأوله الأساس. ألا ترى، أن الله تعالى ذكره ذكر القضاء عند ذكر النطقاء، قوله: فقضهن سبع سموت فى يومين،35 وقوله: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ،36 وقوله: فاذا قضيت الصلوة?37 وأما القدر، فهو ما يقدره الأساس ويضع كل شيء منه38 موضعه من التأويل الذي يستقر في النفوس. وأما الشمس والقمر،9 فإنهما يضافان إلى الأصلين أيضا ويستعملان فى أمر الساعة وخلفائه، كذلك طلوع الشمس من مغربها وجمع الشمس والقمر، وخسف القمر وانشقاقه. فلما كان أمر العقل والنفس بهذه [اه] المنزلة من الترتيب، كانت الإحاطة بهما من هذه الوجوه إحاطة علمية، خلاف ما أضمرتموه فيهما. فأي افتخار أعظم من درك الحقائق والوقوف على الطرائق?
وما تقولون لمن يعارضكم ويقول لكم: من أنكر بالكرسى والعرش والقلم واللوح، أ ليس يكون عندكم0 كافرا مباح الدم والملك ? فإن أنكر بالعقل والنفس ولم يعرفهما حق معرفتهما، أ يكون كافرا، أو لا يضره إنكارهما ? فإن كان إنكاره بهما يلزمه الكفر، فقد لزمكم الكفر بإنكاركم بهما. وإن لم يلزمه الكفر بإنكاره بهما، كان المسمى إذن دون الاسم، إذ الكرسي والعرش والقلم
مخ ۱۱۳