بالتعطيل حيث92 قالوا بأن الله جوهر وبأنه علة. فأريد أن أختم هذا الباب بالإنكار عليهم والإبانة عن فضائحهم، وإن كنت قد استقصيت القول في هذا المعنى في كتاب المقاليد93 في إقليدين منه. فأقول: إنكم أردتم بقولكم إن الله جوهر أن تعطلوه لأن الجوهر عندكم ينقسم إلى الجسم والروح.94 فإلى أي القسمين تنسبون جوهرية مبدعكم، إلى الجسم أو إلى الروح؟ وقد نفيتم عنه الجسمية، فلزمكم بأن تقولوا بأنه روح بما قلتم إنه جوهر. والروح تجانسه الأرواح وتدوم له، أعني للروح تهيؤ ورود الجسم ليفرغ95 قواه المنبثة96 فيه فيه. 97 فأيما قلتم في المبد ع كان التعطيل له لازما، والقدرة التامة الفاضلة عنه مصروفة، لأن الأشياء [33] المتجانسة متكافئة من وجه أو من وجوه . فإذا تكافأت الأرواح الروح الذي هو جوهر البارىء، حاشاه من ذلك من وجه أو من وجوه، لزمه ما لزمها وظهر منها ما ظهر منه. ونحن لا نرى البارىء جل ثناؤه يلزمه ما يلزم الأرواح من تهيؤ ورودها الأجسام98 لإفراغ قواها المنبثة فيها فيها.99 ولا وجدنا من الأرواح ظهور شيء مما ظهر من البارىء سبحانه، وهو
مخ ۹۵