192

افتخار

الإفتخار

ژانرونه

الكلام المنثور، ثم لا يسعه أضعاف هذا الكتاب. وفيما ضمناه في هذا الكتاب منها كفاية ودلالة على سائرها.

ويا خصومنا، بأي شىء تطعنون علينا وتغمزون فينا وشريعتنا شريعة الإسلام التى جاء بها محمد بن عبد الله النبي المصطفى، خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وعليهم أجمعين، نحلل حلالها ونحرم حرامها، ونستعمل أوامرها ونتجنب نواهيها؟ لا نرى الزيادة في شيء منها ولا النقصان عنها، ولا نقدم مؤخرا ولا نؤخر مقدما، لا نستحل دماء من أقر بالشهادتين، ولا أموالهم ولا أعراضهم، بل نرى الكف عنهم ما لم ينصبوا [249] للضلالة علما، أو تكاشفوا بالحرب إماما. فإذا فعلوه وجب علينا قتالهم على سبيل قتال أهل البغى، ونحكم في دمائهم وأموالهم وذراريهم17 بما يحكم به في الباغين.

فإن افتخرتم علينا بالعلم لم تجدوه عند كم ووجدتموه عندنا. فإن افتخرتم علينا بالأعمال الصالحة18 وجدتم أئمتنا أسبق إليها من أئمتكم. وليس شىء من السير المذمومة إلا وأنتم أسستموه بإقراركم لأنكم مقرون بأن هذه الدعوة قد ظهرت منذ خمسين سنة أو ستين سنة، والسير المذمومة كانت موجودة قبل هذه المدة من استحلال الخمر واللواط والزنا والأبنة والربا والخديعة والغش والغناء والغزل. فمن الذي أسس هذه الأشياء المذمومة القبيحة ? ألستم أنتم مؤسسوها ومخترعوها وز250]مبتدعوها؟ ولم يظهر بعد ظهور إمامنا إلا التأويلات الحسنة المحمودة التى تطمئن بها النفوس، والعلوم المهذبة التى تصدق بها العقول. وإن مد الله في أعمار كم سترون من تمهيدنا السير الحسنة في أهل العالم

مخ ۲۶۲