166

قال إمام زماننا أيده الله : وذلك هو أصل قدماء العترة وقد صرح بذلك الهادي عليه السلام لأنه قال: لابد من رسول لينبي عن الله ببيان أداء شكره بما شاء من الشرائع على ما من به من النعم ويميز بذلك من يشكره ممن لا يشكره، إذ قد ثبت أنه تعالى ليس بجسم فامتنع أن يلقى مشافهة، والحكيم لا يترك ما شأنه كذلك هملا. وذهب المهدي عليه السلام وكثير من المعتزلة وبعض صفوة الشيعة: أنه يجب على الله تعالى إرسال الرسل لأن البعثة لطف للرسول والمرسل إليه وهو يجب على الله تعالى، والشرائع ليست شكرا وإنما هي ألطاف في العقليات، والشكر الاعتراف فقط، وقد قدمنا في بطلان مقالتهم ما يغني عن الإعادة. والنبوءة: تستعمل في اللغة بالهمز وغير الهمز فبالهمز من الإنباء وهو الإخبار، وبغير الهمز من نبا ينبوا إذا ارتفع، فالنبي إما بالتشديد فهو فعيل بمعنى فاعل كعليم وسميع، وأما بالهمز فهو فعيل بمنى مفعل بكسر العين كنذير أو بفتحها كالقرآن الحكيم وقد منع أبو علي أن يسمى نبيئنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبيئا بالهمز من الإنباء وهو الإخبار لأنه حين قال له الأعرابي يا نبي الله بالهمز قال لست نبيء الله وإنما (نبي الله أنا) ، وكلامه ضعيف لأن قواعد اللغة تقتضي صحة الإطلاق بحصول المعنى وورد في القراءات السبع وهي متواترة في قول كثير من العلماء (خلاف الزمخشري) والإمام يحي (عليه السلام) وغيرهما. ومعتمد أئمتنا عليهم السلام قراءة أهل المدينة.

مخ ۲۰۰