إیضاح په مصباح شرح کې
كتاب الإيضاح في شرح المصباح
ژانرونه
قلنا: قد حصل الإنصاف مع الحكم بالزيادة في عذاب الجاني كما قدمنا فيكون كالقصاص، فإن كانت الجانية على جهة الخطأ كانت كجناية التائب في الوجهين، أعني حيث يكون المجني عليه مكلفا وغير مكلف وسواء كان الجاني مؤمنا أو ذا كبيرة لعموم أدلة العفو عن الخطأ. واعلم أن الله تعالى يبعث البهائم يوم القيامة ويتفضل عليها بما شاء من الأعواض لقوله تعالى{وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون}وقال تعالى{وإذا الوحوش حشرت}(التكوير:05) ولا يمتنع أن يديم الله التفضل عليها بدوام الجنة والنار، قال بعضهم: يجوز أن يدخل الله النار منها ما كان مبغضا منفورا عنه كالحيات والسباع مع كونها متلذذة بذلك، ويدخل الجنة منها ما كان حسن الصورة محبوب النظر، وقال أبو هاشم: يجوز أن تعوض في الدنيا فلا تعاد، وقال عباد بل تحشر ثم تبطل بمصيرها ترابا كما قال بعض المفسرين في قوله تعالى{ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا}(النبأ:40) أو غير ذلك، لنا ما مر. نعم قد دل على ثبوت الانتصاف للمظلومين من الظالمين قوله تعالى{ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفسا شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين}(الأنبياء:47) وإذا كان تعالى لا يضيع مثقال حبة من خردل فكيف يضيع عنده ما هو أكثر من ذلك. ويدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:(ينادي مناد يوم القيامة يسمعه جميع من حضر الموقف أنا الملك الديان لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة وعليه لأحد من أهل النار مظلمة حتى أقتصها منه ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وعليه لأحد من أهل الجنة مظلمة حتى
أقتصها منه) وقال صلى الله عليه وآله وسلم:(إن الله ينتصف للشاة الجما من ذي القرنين).
مخ ۱۸۳