وكذلك غسل جميع المطعومات كلها فإنه واجب إذا كان يقدر على تطهيرها عند إرادة أكلها لأنه مأمور لا يأكل إلا حلالا ولا يشرب إلا حلالا، والنجس ليس بحلال لأن كل نجس خبيث، وذلك أنه صلى الله عليه وسلم سمى البول خبثا لقوله: ( لا يصل أحدكم وهو يدافع الأخبثين )([11]) وكل خبيث حرام لقوله تعالى: { الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف }([12]) وهو جميع الطاعة لله عز وجل، فمن عمل بما أمر الله به وترك ما نهى عنه فقد عمل المعروف، وينهاهم عن المنكر وهو جميع معاصي الله عز وجل بتضييع ما أمر به أو بارتكاب ما نهى الله عنه فقد بدل وترك المعروف وعمل المنكر، (( ويحل لهم الطيبات )) وهي جميع الحلالات، (( ويحرم عليهم الخبائث )) وهي جميع المحرمات والله أعلم. وكذلك غسل جميع الأواني واجب عند إرادة الانتفاع بها لما روي أنه صلى الله عليه وسلم ( أمر أن تغسل آنية أهل الذمة من أهل الكتاب إن احتيج إليها )([13]) ولما روي أنه عليه الصلاة والسلام من طريق أبي هريرة قال: ( إذا ولغ الكلب([14]) في إناء أحدكم فليغسله سبعا أولاهن وأخراهن بالتراب )([15]) والله أعلم.
مخ ۳۱۹