(95) وأخبرني عبد الرحمن بن محمد بن فضالة، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل، حدثنا مكحول، حدثنا سليمان بن أحمد النهرواني، حدثنا نصر بن علي الجهضمي، عن أبيه، حدثنا شداد أبو طلحة، عن أبي الوازع الراسبي، عن عبد الله بن مغفل، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: والله أني لأحبك في الله. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( إن كنت تحبني فاعد للفقر تجفافا ، فإن الفقر أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منتهاه( )). وقيل: الخميص وهو أن يخف بدنه من شدة الضر وتقشفه.
* وروى الباقر عليه السلام: أن ملكين هبطا من السماء فالتقيا في الهواء، فقال أحدهما لصاحبه: فيم هبطت؟
قال: بعثني الله تعالى إلى بحر أبل أحشر سمكة إلى صياد جبار من الجبابرة فاشتهى عليه سمكة في ذلك البحر فأمرني أن أحشر إلى الصياد سمك ذلك البحر حتى يأخذها ليبلغ الله [الكافر] مناه في كفره . ففيم بعثت أنت؟
قال: بعثني الله في أعجب من الذي بعثك فيه بعثني إلى عبده المؤمن، الصائم، القائم، المعروف دعاءه وصومه، لأكفأ قدره التي طبخها ليبلغ الله بالمؤمن الغاية في اختبار إيمانه.
* وعن ابن عباس: من حبس الله عنه الدنيا ثلاثة أيام وهو عنه راض، فقد أوجب الله له الجنة.
* وقال الله تعالى لموسى صلى الله عليه: إني لأجنب أوليائي عن سلوة الدنيا وعيشتها كما يجنب الراعي الشفيق غنمه من مراتع الهلكة وإني لأذودهم عن بهجتها ورخائها كما يذود الراعي إبله عن مبارك الغرة وما ذاك لهوانهم علي، ولكن ليستكملوا نصيبهم من كرامتي.
* وروي أنه رأى رجل رجلا فقال: يا فلان لم نر خيرا قط إلا من ربنا؟ قال: أجل. قال: فما لنا نكره لقاء من لم نر الخير إلا منه؟
ثم قال: يا فلان، إن منع الله عطاك فاعلم أنه لم يمنعك عن بخل، ولا عدم، وإنما منعه نظرا واختبارا.
ثم قال: إن فيك لأنسا، وإن معك لشغلا، فأدبر عليه ومر.
مخ ۹۷