قال: نفسي تريدني الجلوس على الطريق، وقد سمعت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( إن خمسة كلهم ضامن على الله : الحاج إلى بيت الله، والغازي في سبيل الله، والماشي إلى بيت من بيوت الله، وعائد المريض لوجه الله، والجالس في بيته ليسلم الناس منه ويسلم منهم )). ثم انقمع فدخل داره.
(55) وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأبي ذر: (( إنك تعيش وحدك، وتموت وحدك )).
* ولبعضهم: كان يقال: الناس دواء يستشفى بهم، فهم اليوم داء لا دواء له، فاجعل الله مؤنسا، وكتابه محدثا.
* وحكي أن رجلا وقع إلى بعض الجزائر فرأى عابدا فقال له: ما أوحش موضعك؟ فقال العابد: الوحشة في غير هذا الموضع.
* وعن بعضهم: خالطت الناس سبعين سنة، ما وجدت رجلا إلا ركب هوى، وإذا أخطأ أحب أن يخطيء الناس كلهم.
* وقال الهيثم بن جميل: شاورت الفزاري: أين ترى لي أن أنزل؟
فقال: أخفى المواضع لشخصك، وأخفضها لصوتك.
* وفي بعض مواعظ أهل البيت عليهم السلام: إن الله سبحانه أوحى إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل: إن أحببت أن تلقاني غدا في حظيرة القدس، فكن في الدنيا: وحيدا، مهموما، محزونا، مستوحشا، بمنزلة الطائر الواحد الذي يطير في أرض القفار، ويأكل من رؤوس الأشجار، ويشرب من ماء العيون، وإذا كان الليل آوى وحده، ولم يأو مع الطيور، واستأنس بربه، واستوحش من الطيور.
* وروى وهب بن منبه: إن الله تعالى أوحى إلى داود: مالي أراك وحدانيا؟
قال: هجرت الناس فيك، وهجروني فيك. قال: فما لي أراك ساكتا؟ فقال: خشيتك أسكتتني. قال: فمالي أراك نضوا؟ فقال: حبك أضناني. فقال: مالي أراك متذللا؟ قال: عظيم جلالك الذي لا يوصف ذللني. وخوفا منك يا سيدي. قال: فأبشر بالفضل فيما تحب يوم تلقاني.
وقال: خالط الناس بأخلاقهم، وباينهم بأعمالهم لدينك، تنل مني ما تريد في يوم القيامة.
مخ ۷۷