أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد، أخبرنا ابن داود، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم النهشلي، أخبرنا سعيد بن الصلت، أخبرنا شبل بن عباد، عن أبي الطفيل، قال: سمعت أمير المؤمنين عليا عليه السلام، يقول: إنها ستكون من بعدي فتنة عمياء، مظلمة، منكسفة، لا ينجو منها إلا النومة.
قيل: وما النومة؟.
قال: الذي لا يدري ما الناس فيه.
* سعيد بن المسيب: عليكم بالعزلة فإنها عبادة.
* وعن الربيع بن خثيم: تفقه ثم اعتزل.
* وعن القاسم بن محمد: عملت في أن أجمع بين الحق والصديق أربعين عاما فلم يجتمعا لي.
* الحسن: من أدرك آخر الزمان فليكن حلسا من أحلاس بيته.
* ولبعضهم:
كن بقعر البيت حلسا .... وارض بالوحدة أنسا
واغرس اليأس بأرض الز .... هد ما عمرت غرسا
وليكن يأسك دو .... ن الطمع الفاسد ترسا
لم أشاهد أحدا يسوى .... على الخبرة فلسا
* سعيد بن المسيب: ما استغنى عبد في الله إلا افتقر إليه الناس.
* وكتب مطرف بن عبد الله إلى عمر بن عبدالعزيز: ليكن أنسك بالله، فإن لله عبادا استأنسوا بالله في وحدتهم، فأوحش ما يكون الناس؛ آنس ما يكونون، وآنس ما يكون الناس؛ أوحش ما يكونون.
(52) وروي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما أظن قال: (( إذا أراد الله بعبد خيرا آنسه بالوحدة ، وأغناه بالقناعة، وفقهه في دينه، وبصره عيوب الدنيا )).
* وقال فضيل؛ لداود الطائي: اعتزلت الناس، وجلست في بيتك بعد مجالسة الناس؟
قال: إن كان لك بدينك حاجة ففر من الناس أشد فرارا من الأسد ولقد جالستهم، اللهم أغفر، إما صغيرا لا يوقرك، وإما كبيرا يحصي عليك عيوبك.
* ولبعضهم: قيل: ما دواء القلب؟ قال: قلة الملاقاة.
* وقال الحسن بن صالح: كانوا يتحابون وقل ما يتلاقون.
* وزار هرم بن حيان أويس القرني فقال هرم: يا أويس صلنا بالزيارة واللقاء.
مخ ۷۵