156

* وحكى التنوخي: أن هارون الملقب بالرشيد كان حبس واحدا عصيا من أولاد الحسين عليه السلام فأمر بعض خدمه بقتله ليلا في موضع كذا. فحمله إلى ذلك الموضع ليقتله. فسأله الحسيني أن يمهله ليصلي ركعتين. فأمهله. فأحرم لصلاته فلم يفرغ منها إلا وقد أظلتهما سحابة مظلمة لا يرى أحدهما صاحبه، وأرسلت مطرا شديدا. فلما انجلت السحابة فكان الحسيني قد غاب ونجا.

* قال أنس بن مالك: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجاءت امرأة من بني سليم ومعها ابن لها تريد الإسلام فأسلمت وبايعت فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى بعض نسائه وصير الغلام مع أصحاب الصفة.فمرض الغلام ثم أنه حدث عليه حدث الموت. فأعلمنا أمه. فجاءت فجلست عند رأسه فحمدت الله جل ثناءه وأثنت عليه ثم قالت: اللهم إنك تعلم أني دخلت في الإسلام رغبة، وتركت الأوثان رهبة، وهاجرت إلى نبيك طاعة، وقد أصبت بابنين فلا صبر لي عن مصيبتي هذه. فلا تشمت بي عبدة الأوثان، ولا تحملني من مصيبتي إلا ما طاقة لي به. ودعت ورددت هذا الكلام قال: فحرك الغلام رجله واستوى جالسا وعاش حتى دفن أمه.

* لمصنفه:

فما لك خائبا قرح الجنان .... جريح الصدر تشكو عن زمان

فكل معسر يرجوه يسرا .... فلا تبقى الكروب على امتحان

فكم من خائب أمسى كئيبا .... فأسفر صبحه يسري العنان

ألم تسمع إجابة من دعاه .... ستطرق عند منقطع الأمان

* وما تمثل به سهم بن طريف للأسود بن يعفر:

ماذا أؤمل بعد آل محرق .... تركوا منازلهم وبعد إياد

أرض الخورنق والسدير وبارق .... والقصر ذي الشرفات من شداد

تركوا بأنقرة يسيل عليهم .... ماء الفرات يجيء من أطواد

أرض تخيرها لطيب مقيلها .... كعب بن مامة وابن أم دواد

أين الذين بنوا فطال بناؤهم .... وتمتعوا بالأهل والأولاد

جرت الرياح على محل ديارهم .... فكأنهم كانوا على ميعاد

مخ ۱۸۸