أما من الناحية الاعتقادية فهو على المذهب الأشعري، وهو المنتشر خصوصًا في مصر ذلك الوقت، والدليل هو تأويله صفة الرحمة لله تعالى بقوله (^١): " … ومن الرحيم: إرادة الخير بعبيده".
كذلك دخله شيءٌ من التصوف، ولا أدل على ذلك من قوله (^٢): "نعم، دخلت في إجازة خَلْق من المعتبرين هي إلى الخصوص أقرب، وهي الاستجازة لأبناء صوفية الخانقاه (^٣) البيبرسية (^٤) وكنت إذ ذاك منهم".
ويذهب عبد الكريم الخضير وزميله (^٥) إلى أنه من المحتمل أنه رجع عن مذهب التصوف بدلالة أمرين:
الأول: بقوله الآنف الذكر: "وكنت إذ ذاك منهم".
الثاني: ردُّه على الصوفي المنحرف ابن عربي في كتابه الذي سمَّاه "القول المُنْبِي في ترجمة ابن عربي" (^٦).
ومهما يكن من أمر كان فيه بعض التصوف، لكنه لم يكن تصوفًا غاليًا مثل أرباب الطرق المنحرفة ونحوها، فالسخاوي لا يرى السماع والرقص ولا المنكرات التي