جانبه من العود المكسور وشهد معه المعلم أحمد الحميماتى المصرى وغيره. وذكروا أنه إن لم يتدارك تغير الخشب المذكور بخشب صحيح ، فالغالب من أمثال ذلك أن يسقط إلى أسفل ، وتتزعزع الجدران لسقوطه ، ويغلب فى الظن اختلال فى جانب السطح يؤدى إلى سقوط السطح جميعه ، وتشقق الجدران وسقوطها ؛ فأنفقت آراء الحاضرين على الإقدام على تعمير السطح ، وتبديل تلك الأعواد.
وعينوا أن يشرعوا حج يوم السبت منتصف شهر ربيع الأول سنة 959 ه ، فتصعبت طائفة حركهم الهوى والغرض بمخالفة ما رأيناه صوابا وحركوا طائفة من العلماء إلى الخلاف ، وزعموا : أن من تعظيم البيت الشريف لا يتعرض له بترميم ولا إصلاح ، وأن قيام الكعبة الشريفة هذه المدة المديدة والرياح تنسفها من الجوانب الأربع ، ولا يشرفها ولا يضرها ؛ ذلك دليل على أن قيامها ليس بقوة البناء ، بل بقدرة الله تعالى ، وأنه لا يجوز تغيير أخشابها إلا إذا سقطت بنفسها ، وغير ذلك من التمويهات والتهويلات التى تنبو عن مسامع العقلاء ، وهولوا الأمر على هؤلاء الناس بإغرائهم.
وحاول أن يقوم لذلك فتنة من العوام ، وكتب مولانا الشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر تأليفا واسعا بالرد على أولئك المعاندين ، واستند إلى نقول كثيرة ، وصمم على الجواز ، وجاءنى رحمه الله تعالى يحرضنى على الثبات على ما صدر منى من القول بالجواز.
ونقل لى عن المحب الطبرى فى كتابه استقصاء البيان فى مسألة الشاذروان بعد ذكر حديث عائشة رضياللهعنها فى هدم الكعبة ما نصه : «ومدلول هذا الحديث تصريحا وهو أنه كما يجوز التغيير فى الكعبة لمصلحة ضرورية وحاجة مستحسنة». انتهى.
ولما بلغ سيدنا ومولانا المقام الشريف العالى السيد الشريف شهاب الدين أحمد بن أبى نمر صاحب مكة إذ ذاك ، تغمده الله برحمته ورضوانه وأسكنه فسيح جنانه ، وحضر بنفسه فى البر إلى مكة المشرفة ، وسيدنا سلطان العلماء لإعلام شيخ الإسلام شمس الملة والدين الشيخ محمد بن مولانا الشيخ أبى
مخ ۹۱