كثير هم الذين يحفرون في قلوبهم وينبشون.
لكن، وا أسفاه! قل من يشغل القلب وقل من يفعمه ويكفيه!
عالجنا كل شئون الحياة فأظهرنا في كل فن حذقا ومهارة.
على أننا لم نكن كما نحن في ذاتنا القصوى ولم نسر في سبيلنا الواحدة سريعة، ولم نفصح عن عاطفة من العواطف المتضاربة في صدرنا.
وباطلا، حاولت أن تتكلم وتتحرك خلال تلك العواطف ذاتنا الخفية الصادقة!
فكانت أقوالنا وأفعالنا بليغة وحسنة، ولكن غير صحيحة!
وإذ يثقل الألم علينا وطأة الجهاد نسأل صغائر الحياة قدرتها المدهشة للوصول إلى النسيان والسلوان فتلبي طلبنا إذ نلتجئ إليها!
ولكن رغم كل مغالبة وكل قهر تنهض، الوقت بعد الوقت، من عمق أعماق الكيان كما من أرض قصية مجهولة، تنهض أصوات ملتبسة بائسة، وتنتشر أصداء طائفة سابحة فتملأ أيامنا كآبة وغما.
إنما - وهذا نادر الحدوث - عندما نضم في يدنا يدا محبوبة ونقرأ بعينين يعذبهما دخان الساعات ولهيبها، نقرأ بجلاء في عيني شخص آخر، وتداعب سمعنا الذي أصمه ضجيج العالم نبرات صوت عزيز.
إذ ذاك تنبسط الأنوار في أرجاء جناننا وتضرب من جديد نبضات العاطفة الدفينة وتستقر لواحظنا في محاجرها.
ناپیژندل شوی مخ