ابراهیم ابو الانبیا
إبراهيم أبو الأنبياء
ژانرونه
ملوك بين حطي وسعفص في الندى
وهوز أرباب الثنية والحجر
وربما اختلفوا في مسألة الكتابة؛ لأنها طارئة لم يتعلمها منهم غير القليلين. أما النسب ومرجعه إلى نبات والنباتيين، فالتوافق فيه واضح بين رواية النسابين وتحقيق الأحافير.
الفصل الحادي عشر
مدن القوافل
أكثر غوامض التاريخ يخلقها المؤرخون؛ لأنهم ينظرون إلى التاريخ كأنه حسبة أرقام لإحصاء السنين والأيام، أو كأنه أطلس مواقع ومعالم، أو كأنه سجل حوادث وأنباء، ولو أنهم واجهوه على قاعدة واحدة، وهي أنه وصف نفوس إنسانية، وأن حوادثه وأنباءه ومعالمه ومواقعه، وكل ما يحسب فيه من السنين والأيام إنما هو تبع لوصف النفوس الإنسانية، لما بقي فيه غموض، أو بقي فيه الغموض الذي يغمض علينا لسبب مجهول.
وقد غمض على المؤرخين شيء كثير من أحوال الرسالات النبوية؛ لأنهم لم يرقبوا حالة مشتركة في جميع هذه الرسالات، وهي الحالة النفسية التي تكون عليها الأمم في طور واحد، وذلك هو طورها حيث تتصل البداوة والحضارة، فلم تتهيأ النفوس للرسالة النبوية في حالة قط كما تهيأت لها وهي قائمة بين البداوة والحضارة، ولم يعرف التاريخ رسالة نبوية في الحضارة دون غيرها، أو في الصحراء المنعزلة دون غيرها، وإنما عرفت هذه الرسالات على الدوام في مدينة حولها صحراء، أو في صحراء على مقربة من مدينة؛ ولهذا كانت مدن القوافل وما في حكمها أحق الأماكن بالدراسة من جانبها هذا الذي يرشحها لقيام الدعوات الدينية.
لم اختص الله الأمم السامية بالرسالات النبوية؟ لم لم تظهر هذه الرسالات في الهند أو في الصين أو في القارة الأوروبية؟ لم كانت هذه الرسالات هي الدور الذي تهيأت له أمة واحدة في وسط العالم؛ أمة وسطا كما نعتها القرآن الكريم؟
تلك أسئلة غامضة تظل في غموضها حتى ننظر في الأحوال النفسية التي يكون عليها الإنسان بين الحضارة والبداوة، ولا تهيئه لها الحضارة على انفراد، ولا البداوة على انفراد، بل لا بد فيها من التقاء الشعورين، وامتزاج المجتمعين، ولم يحدث قط أنهما التقيا وامتزجا على هذا النحو في غير البلاد التي قامت عليها الحضارات الأولى، وظلت زمنا طويلا جامعة بين الصحراء والمدينة والأقطار المتحضرة، كأنها خلقت للنهوض بهذه الأمانة، ثم نهضت بها ونشرتها في جميع أنحاء العالم، فهي دورها الأكبر بين سائر الأدوار التي توزعتها الأمم والعصور.
لماذا كانت مدن القوافل أو المدن القريبة من الصحراء أصلح البلاد للرسالة النبوية؟
ناپیژندل شوی مخ