ابراهیم ابو الانبیا
إبراهيم أبو الأنبياء
ژانرونه
وإنما اللغة العربية المقصودة هي لغة الأقوام التي كانت تعيش في شبه الجزيرة العربية، وتهاجر منها وإليها في تلك الحقبة، وقد كانت لغة واحدة من اليمن إلى مشارف العراق والشام وتخوم فلسطين وسيناء.
ولقد عرفت تلك اللغة حينا باسم اللغة السريانية غلطا من اليونان في التسمية؛ لأنهم أطلقوا اسم آشورية أو آسورية على الشام الشمالية، فشاعت تسمية العربية باسم السوريانية والسريانية من المكان الذي أقامت فيه بعض قبائل العرب الوافدة من شبه الجزيرة منذ أقدم العصور، قبل عصر إبراهيم بزمن طويل.
واشتملت هذه اللغة السريانية في بعض الأزمنة على عدة لغات، لا تختلف فيما بينها إلا كما اختلفت لهجات القبائل العربية قبل الدعوة الإسلامية، ومن هذه اللغات لغة آرام وكنعان وأدوم وموآب ومديان وما جاورها في الأقاليم الممتدة بين العراق وسيناء. وربما كانت المفاجأة أشد على من يسمع أن الخليل لم يكن عبريا من العبريين.
فقد مضى زمن طويل والناس يفهمون أن العبرية واليهودية كلمتان بمعنى واحد، ولم تكن اليهودية قط مرادفة للعبرية في معنى صحيح.
فالعبرية في نحو القرن العشرين قبل الميلاد كانت كلمة عامة تطلق على طائفة كبيرة من القبائل الرحل في صحراء الشام، وكان من أبناء هذه القبائل من يعمل كالجنود المرتزقة هنا وهناك حسب المواقع والمناسبات، وبهذا المعنى وردت كلمة العبري والإبري والهبيري وما قاربها لفظا في أحافير «تل العمارنة وفلسطين وآسيا الصغرى والعراق، وجاءت بهذا المعنى في الكتابات المسمارية والفرعونية»، ولم يكن لليهود وجود في ذلك الحين.
ولما وجد اليهود وانتسبوا إلى إسرائيل كانوا هم أنفسهم يقولون عن العبرية: إنها لغة كنعان، ثم انطوت العبرية في الآرامية التي غلبت على القبائل جميعا بين فلسطين والعراق، مع اختلاف يسير بين الآرامية الشرقية والآرامية الغربية.
وأصبحت العبرية لهجة تختلف بنطق بعض الحروف كما تختلف القبائل بنطق الشين والكاف، أو نطق الميم واللام إلى هذه الأيام.
ففي الإصحاح الثاني عشر من سفر القضاة يقول: «كان رجال جلعاد يقولون له: أأنت من إفرايم؟ فإن قال: لا، كانوا يقولون له: قل شبولث، فيقول: سبولث، فكانوا يأخذونه ويذبحونه.»
ولما كشف حجر موآب المشهور
1
ناپیژندل شوی مخ